سياسيو الفلبين يقتلون الصحافيين

الثلاثاء الماضي حلت الذكرى السنوية الأولى لأكبر مجزرة للصحافيين في العالم في الفلبين، ففي ذلك اليوم من العام الماضي تعرض 57 شخصاً من بينهم 32 صحافياً وبعض رجال الإعلام في ولاية ماغويندانو جنوب البلاد للقتل، إذ تعتبر تلك المجزرة من أكبر المجازر التي راح ضحيتها الصحافيون في جميع انحاء العالم وخلال التاريخ البشري.

ويجوز لنا التساؤل ما اذا كان القتل هو العقوبة التي يستحقها الصحافي اذا كانت هناك عقوبة بالفعل، اذ ينظر بعض السياسيين للصحافي على أنه يشكل خطورة اكبر من التهديد الذي قد يواجهه من ميليشيات خصومهم السياسيين الآخرين، ففي تلك الحادثة اغتالت ميليشيا تابعة لأحد السياسيين بدم بارد أفراد حملة لمرشح محلي من ضمنهم زوجته واختاه وجميع الصحافيين المرافقين للحملة، إذ اقتيد الجميع إلى سفح جبل قريب لتطلق عليهم الميليشيات النار وتقضي عليهم جميعاً.

ويصل عدد المتهمين في هذه الجريمة إلى 196 شخصاً زعموا أنهم تلقوا أوامر باعتراض الحملة الانتخابية التي تضم زوجة المرشح السياسي اسماعيل مانغاغوداداتو واختيه وهو المرشح المناوئ لحاكم الولاية، اندال امباتوان، والقضاء على جميع من فيها.

المتهم الرئيس في هذه الجريمة هو نجل العمدة السابق لمدينة داتو انسي، اندال امباتوان. ووصفت مجموعة «صحافيون بلا حدود» هذه المحاكمة بأنها «امتحان حقيقي لحكم القانون والكفاح ضد التستر خلف الحصانة في الفلبين».

وفي حقيقة الأمر، فإن هذه الحادثة تضع الفلبين في المقام الثاني بعد العراق كونهما أخطر مكان للصحافيين في العالم. ومنذ عام 1992 تعرض 68 صحافيا للقتل في الفلبين لم تتوصل المحكمة الى ملابسات مقتل 63 منهم. وقريبا جدا تعرض كل من الصحافيين غوسوليتو اوغستين ديسداريو كمانغيان للقتل هذا العام.

وفي خضم الاحتمال من ان يفلت امباتوان وافراد ميليشياته من العقاب، فإن الحكومة في مانيلا تعرضت لنقد حاد للسماح لاندال الابن بالإقامة في زنزانة مكيفة ومجهزة بكل سبل الراحة.

وعلى الرغم من الطبيعة المقززة لمجزرة ماغويندانو فإن آل امباتوان لايزالون اقوياء واكثر خطرا. واستمر آل امباتوان والجيش الخاص بهم، الذي يأتمر بأمرهم في قتل المعارضين لهم والإفلات من العقاب متسترين خلف الحصانة الممنوحة لهم.

وفي خضم المخاوف من ان يفلت القتلة من العدالة، فإن التجمعات الإعلامية وجماعات حقوق الإنسان في الفلبين وفي العالم اجمع، نظمت تحركات لامداد الاسرة الدولية بالمعلومات عما حدث. وفي هذا الخصوص طلب الرئيس الفلبيني بينينو اكينو الثالث من المحكمة نقل وقائع المحاكمات حية للجمهور حتى تصبح «درسا لبقية الشعب»، ولكي يعرف الجميع الاسباب وراء هذه التجاوزات وما الخطوات التي ينبغي اتباعها للحيلولة دون وقوع مثل هذه الجرائم مرة أخرى.

تويتر