الفقر يرتفع إلى مستويات مخيفة في أميركا

في نهاية عام 2009 بلغ عدد الفقراء في أميركا 43.6 مليون شخص. غيتي

يعيش واحد من كل سبعة اميركيين في أو تحت خط الفقر، وفقاً لأحدث بيانات اصدرها مكتب الإحصاء الأميركي. وتعكس هذه الأرقام اعلى ارتفاع سنوي في معدلات الفقر في البلاد منذ ثلاثة عقود، ويعتقد المحللون ان تكون معدلات الفقر اسوأ في المستقبل القريب. وتقول تلك الإحصاءات انه حتى نهاية عام 2009 وصل عدد الفقراء الى 43.6 مليون شخص، أي بنسبة 14.3٪ من مجموع السكان مقارنة بـ 39.8 مليون شخص عام ،2008 وتعتبر هذه الزيادة الاخيرة في معدلات الفقر هي الزيادة السنوية الثالثة على التوالي، وتعتبر فئة الزنوج الاميركيين واللاتينيين هي من اكثر الفئات السكانية عرضة للفقر.

وتتشابه معدلات الفقر هذه مع مثيلاتها في اوائل ستينات القرن الماضي، التي جعلت الرئيس الاميركي حينذاك، ليندون جونسون يعلن حربه على الفقر، التي هي عبارة عن مجموعة من البرامج ترمي الى توفير الوظائف والمساعدات الاجتماعية، واتخذ الرئيس السابق فرانكلين روزفلت جهوداً موازية خلال فترته الرئاسية. وتتزامن هذه الزيادة مع بداية الفترة الرئاسية للرئيس الحالي باراك اوباما، وتعكس تأثير الأزمة الاقتصادية في الوظائف.

ويقول الباحث في الشأن السكاني بمؤسسة بروكنجز، وليام فراي، إن الزيادة في معدلات الفقر تعتبر فقط البداية، متوقعاً زيادة اكبر بكثير في معدلات الفقر العام المقبل. ويقول «الأمر المهم هذه المرة هو ان الفقر اصاب المناطق النامية في جنوب البلاد وغربها وايضاً الأقليات الأسرع نمواً مثل الاميركيين اللاتينيين». وبثت شبكة «سي ان ان» مقابلة مع امراة وقعت في براثن الفقر، اذ فقدت وظيفتها وباعت تلفازها واثاثها المنزلي وحتى خاتم زواجها، وصارت تعتمد في طعامها على معونات الجمعيات الخيرية. وقالت انها لم تكن تتوقع ان تصبح عائلتها في مثل هذه الحالة، وكانت تعمل قبل محنتها هذه محاسبة في احدى الشركات وزوجها يعمل في شركة خطوط طيران وفقد كلاهما وظيفته وبحثا عن وظائف، ولكن دون جدوى، ولهما طفلان احدهما مصاب بالتوحد. وتقول «ليس امام المرء إلا ان يجمع قوته ويبحث عن خيار افضل أو ان يصاب باليأس ويطلق النار على نفسه». الكثير من الذين يتم تصنيفهم فقراء لديهم تلفزيونات تعمل بالكيبل او الأقمار الفضائية وثلاجات ومكيفات هواء ومايكروويف وسقف فوق رؤوسهم، الا انه لا يتوفر لديهم مال في ايديهم. ووعد اوباما خلال الانتخابات الرئاسية ان يعالج مسألة الفقر ويحاول ان يقلل نسبة الفوارق بين الاميركيين الأفارقة والبيض، لا سيما من خلال التعليم. وعلى الرغم من ان ارقام الفقر وصلت الى وضع محرج للبيت الابيض، فإنها لن تكن موضوعاً رئيساً خلال الانتخابات النصفية في نوفمبر المقبل. وعلى الرغم من ان الجمهوريين يجعلون من التوظيف والكساد موضوعات انتخابية، فإنهم لا يهتمون بالفقر في حملاتهم الانتخابية، لا سيما أن معدلات الفقر ارتفعت تحت رئاسة الرئيس السابق جورج بوش.

 

 

تويتر