المرصد

ويكيليكس.. حرية «تخريب» أم مؤامرة؟

مرة أخرى، فتح كشْف موقع ويكيليكس الالكتروني عن ذلك العدد الهائل من الوثائق عن الحرب الدائرة في افغانستان، الباب على مصراعيه للجدل حول ما إذا كان ذلك يندرج في اطار حق ذلك الموقع في ممارسة حرية النشر، والكشف استناداً الى حرية تدفق المعلومات وتبادلها في إطار الوعاء الاكبر والاوسع وهو الحريات الاعلامية، أو انه يفتقد الى الاحساس بالمسؤولية، لأنه يلحق الضرر بالعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الاميركية في افغانستان في المستقبل المنظور على الاقل.

وفي اطار التراشق السياسي بين باكستان والولايات المتحدة حول فحوى هذه الوثائق، قال الجنرال حميد غول، المدير السابق للاستخبارات الباكستانية، إن الادارة الأميركية قامت بتنظيم تسريب تلك الوثائق بهدف تبرير فشل الحرب في أفغانستان، وإلقاء اللوم على باكستان. وطبقاً لمراقبين فإن غول سارع الى اتهام ادارة اوباما بتنظيم تسريب الوثائق، لأنه اصبح معادياً للسياسة الاميركية تجاه بلاده وافغانستان بعد تقاعده. من جانبه قال البيت الابيض انه رغم شعوره بالغضب لكشف الوثائق إلا انها لا تتضمن أسراراً أو جديداً. غير أن مسؤولين في الاستخبارات الاميركية والباكستانية يتفقون على أن حياة المخبرين والعملاء المزدوجين اصبحت عرضة للخطر، بعد نشر ما يزيد على 90 ألف وثيقة عن الحرب في افغانستان. وقام محللون أميركيون بفحص الوثائق وتقييم اهميتها في إطار محاولة تحديد الاخطار المحتملة التي قد تصيب شبكة لاستخبارات العسكرية التي تم بناؤها على مدى 10 سنوات داخل افغانستان وباكستان، التي تضم زعماء القبائل الافغان الذين عملوا خلف الكواليس لحساب الجنود الاميركيون، إضافة الى افغان عملوا كعملاء مزدوجين. وتوقع مايكل هايدن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «سي. آي. إيه» أن يقوم الافغان بمعاقبة كل من يشتبه بانه من كان يعمل مع الاميركيين.

وقال ديف لابان الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية إن الكشف عن الوثائق عمل اجرامي، وإن دراسة المخاطر الناجمة عن تسريب وثائق عسكرية سرية تخص الحرب في افغانستان ستستغرق أياماً إن لم يكن أسابيع، وان من السابق لاوانه تقييم حجم الاضرار. وطبقاً لمحللين فإن الوثائق الاكثر حساسية تستهدف باكستان الحليفة الاستراتيجية لواشنطن، إذ تتهمها بالسماح لعناصر اجهزتها الاستخبارية بالتعامل مباشرة مع عناصر حركة طالبان التي كان مسلحوها يلتقون مباشرة مع عملاء استخبارات باكستانية وبصورة منتظمة اثناء دورات تتعلق بتدريبات سرية على الاستراتيجية، تهدف الى تنظيم شبكات من مجموعات متمردين يقاتلون الجنود الاميركيين في افغانستان. من جانبهم يصر المسؤولون في موقع ويكيليكس على أن ما قاموا به هو ممارسة بسيطة ومباشرة لحقهم في الحرية النشر والاعلام، وان من حقهم الكشف عن كل ما يعري انتهاكات حقوق الانسان والتجاوزات الخطرة والجرائم التي تشهدها الحروب.

 

تويتر