‏المرصد‏

‏إسرائيل تهاجم الإعلام البريطاني‏

‏بجانب الأبعاد السياسية للأزمة بين بريطانيا وإسرائيل بشأن تورط الاخيرة في تزوير جوازات سفر بريطانية واستخدامها في عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي في يناير الماضي، وما ترتب على ذلك من طرد دبلوماسي إسرائيلي من السفارة الاسرائيلية في لندن، طفت على السطح أزمة التناول الاعلامي للقضية، وأظهرت مدى الاختلاف، ففي التعاطي مع تفاصيلها بين الاعلام البريطاني والاعلام الاسرائيلي. وقد دفع هذا الاختلاف الصحافة الاسرائيلية إلى شن هجوم عنيف ليس على الحكومة البريطانية بل على الصحافة البريطانية واتهامها بنشر الكراهية ضد إسرائيل، وإشهار تلك الفزاعة المــعروفة في وجهها وهي معاداة السامية، ما حدا بـ «مات سيتون» المحرر المشرف على باب «التعليق الحر» في صحيفة الغارديان البريطانية إلى التساؤل بشكل جدي عن مدى صحة الاتهامات الاسرائيلية للصحافة البريطانية بمعاداة إسرائيل والتحريض ضدها.

وقال سيتون مدافعاً «لا أظن أننا في الغارديان أو في أي من الصحف البريطانية الأخرى، نتخذ موقفاً معادياً لإسرائيل، فنحن مدركون تماما مسؤوليتنا بضرورة توخي الموضوعية والتوازن في أخبارنا وتغطيتنا لإبراز مختلف جوانب الازمة حفاظاً على وضوح صورة النقاش وسلامته وحياديته».

وتقول صحيفة هآرتس التي نشرت على موقعها الالكتروني مقاطع مما يقوله سيتون، إن حكومة غوردون براون اتخذت قرارها بطرد الدبلوماسي الاسرائيلي وهو مسؤول الموساد في السفارة الاسرائيلية مضطرة تحت ضغط الاعلام البريطاني الذي استشاط غضباً إزاء التزوير الاسرائيلي للجوازات، واعتبر ذلك خيانة للثقة وطعناً في علاقات الصداقة والتحالف التي تربط بين لندن وتل أبيب.

ويشير محرر آخر في «التايمز» الى أنه في ما يتعلق بأي جدل حول الصراع في الشرق الاوسط يتعين أن تكون لديك معلومات وفيرة وجيدة وذات مصداقية وأن تكون قادراً على التمييز بين ما هو مناسب ومتوازن، وما هو رديء وحاد، حتى تقدم تغطية غير منحازة، ففي بريطانيا لابد لك من أن تأخد بالاعتبار مواقف اليهود والعرب والمسلمين والمهاجرين وأحزاب وقوى يمينية متطرفة، مثل الحزب الوطني البريطاني. وذهبت صحف إسرائيلية إلى اتهام الغارديان وصحف بريطانية أخرى بنشر مقالات وآراء لاعضاء في حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، وهو ما فسره كثير من الاسرائيليين واليهــود البريطانيين على أنه مشاركة من تلك الصحف في الترويج لثقافة التطرف والتصعيد وكراهية إسرائيل .

وختــاماً يقــول محــرر فــي «الاندنبدنت» إنه بغض النظر عن اعتدال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ومعاتبته اللطيفة للصديقة والحليفة إسرائيل، لا بد له ولنا نحن البريطانيين، من الاعتراف في نهاية المطاف بأن لنا مصالحنا ولإسرائيل مصالحها، وهي ليست متطابقة بالضرورة، ولا يمكن القبول بتكميم الافواه وقمع الحريات الصحافية لمجرد تغطية أو تعليق لم يرق لحكومة أو دولة حتى ولو كانت صديقة.

تويتر