إقبال كثيف من الفقراء ومتوسطي الدخل على بسطات ومحال تعرضها

غزيون يرتدون ملابس «البالة» الإسرائيلية والأوروبية في العيد

صورة

قضى الشاب محمد سكر يومين متنقلاً بين المحال والمراكز التجارية في أسواق قطاع غزة، ليشتري ملابس جديدة يرتديها في عيد الفطر، لكنه فوجئ بارتفاع الأسعار بشكل لا يتناسب مع وضعه المادي، فقد عرض عليه أحد الباعة بنطالاً بـ125 شيكلاً (ما يعادل 130 درهماً)، وقميصاً بـ75 شيكلاً (ما يعادل 80 درهماً).

• الملابس عالية الجودة، وأسعارها رمزيّة، وتُضاهي نظيرتها الجديدة في الأسواق، والتي غالباً تكون صناعة صينيّة.

• معظم ملابس (البالة)، التي تصل إلى غزة، تكون ماركات عالمية شهيرة، ولا يستطيع المواطن شراءها جديدة.

حيرة الشاب سكر لم تدم طويلاً، فعندما نصحه أحد أصدقائه، الذي اشترى ملابس العيد من أحد محال ملابس «البالة» أو التي تعرف بـ«الماركات المستوردة»، توجه مباشرة إلى أحد تلك المحال، واشترى بنطالين وقميصين جديدين بـ20 شيكلاً، بمعدل خمسة شواكل للقطعة الواحدة، كما اشترى حذاء من محل «البالة» بـ15 شيكلاً فقط، فيما يبلغ نظيره في المحال التجارية 100 شيكل أو أكثر، حسب ماركة وجودة الحذاء.

محمد هو واحد من آلاف الغزيين، الذين أقبلوا على شراء الملابس التي تعرضها البسطات، التي وجدت غايتها في عرض كميات كبيرة من ملابس «البالة» القادمة من إسرائيل وأوروبا، إلى جانب ذلك توجد محال كثيرة في جميع مدن القطاع تتزين بتلك الملابس، وأهم ما يميزها هو الماركات التي توجد بها، والتي لا تتوافر في الملابس الجديدة بالقطاع، ويجد المواطنون دافعاً لشرائها.

ملابس مناسبة

في اليوم الأول لعيد الفطر، ارتدى محمد سكر ملابسه التي ظن كثيرون أنها جديدة، فجودة ماركتها الإسرائيلية والأوروبية جعلها خارج نطاق المقارنة مع الملابس الأخرى، بعد غسلها وكيها.

يقول الشاب سكر، لـ«الإمارات اليوم»، وهو يرتدي ملابس العيد، إنني «لم أصدق للوهلة الأولى أن الملابس المستعملة، أو التي تعرف بـ(البالة) ستكون مناسبة للعيد، فعندما توجهت إلى محل يبيع ماركات مستوردة من ملابس وأحذية فوجئت، وسررت في الوقت ذاته، حيث وجدت ما بحثت عنه وبسعر منخفض جداً».

أما المواطن خليل الغرباوي، وهو موظف حكومي ورب أسرة مكونة من خمسة أطفال، فقد وجد غايته بعد بحث طويل في «سوق فراس» وسط مدينة غزة، إذ كان يبحث عن ملابس عالية الجودة، وبسعر يتناسب مع أوضاعه المادية الصعبة، وقد تمكن من ذلك، واشترى لأبنائه كافة ملابس وأحذية، يقضون فيها العيد، وكذلك فصل الصيف.

ويضيف: «لا بأس بتلك الملابس، فهي ذات جودة عالية، وأسعارها رمزيّة، وتُضاهي نظيرتها الجديدة في الأسواق العادية، والتي غالباً تكون صناعة صينيّة».

ويقول أبوناهض السنداوي، صاحب محل لبيع بضائع «البالة» في شارع النصر بمدينة غزة: «تأتي بضائع (البالة) إلى غزة في حاويات كرتونية كبيرة، ويتم تجميعها ثم فرز كل طن منها على حدة، ونستلمها نحن التجار، لنقوم بعد ذلك ببيعها بالجملة، سواء لأصحاب البسطات أو الزبائن».

ويضيف: «نولي اهتماماً كبيراً لطريقة عرض الملابس وترتيبها داخل المحال، حتى إنه بالكاد يستطيع أحد تمييز متجر يبيع ملابس (البالة) عن غيرها».

ويوضح السنداوي أن الملابس قبل عرضها للبيع في المحال، يتم غسلها وكيها بصورة جيدة، وتغليفها بشكل مناسب، ومن ثم عرضها بطريقة لائقة لجذب الزبائن، لافتاً إلى أن معظم زبائن هذه المحال من الشباب والنساء.

وفي «سوق فراس» الشعبي، الواقع إلى الشرق من مدينة غزة، افتتح سامي الهسي محلاً تجارياً لبيع ملابس «البالة»، بعدما فشل في الحصول على وظيفة حكومية.

ويؤكد الهسي أن معظم ملابس «البالة»، التي تصل إلى غزة، ماركات عالمية شهيرة، ولا يستطيع المواطن شراءها جديدة من بعض المحال التجاريّة، التي توفّرها في غزّة.

وتراوح أسعار ملابس «البالة»، بحسب الهسي، بين شيكل واحد و10 شواكل، فمثلاً لا يتعدى سعر القميص خمسة شواكل في أحسن أحواله، أما البنطال فلا يزيد سعره على 10 شواكل، بينما يبلغ الجديد منها 10 أضعاف ذلك.

تويتر