دبلوماسية الزرّ المفتوح نهج لكثير من الساسة

اعتاد الكثير من الزعماء على فتح الزرّ الأعلى لقمصانهم، ما جعل بعض المحللين يطلق على مثل هذه الممارسة دبلوماسية «الزرّ الأعلى المفتوح». وهذه العادة تعكس بالطبع الكثير من المعاني، وترمز إلى الرسائل التي يريد أن يطلقها السياسيون، ويتبنى ثلاثة زعماء هذه العادة، على الرغم من اختلاف أهوائهم، وهم رئيس الوزراء الكندي، جستن ترودو، والرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، ورئيس حزب العمال البريطاني، جريمي كوربين.

يسخر الكثير من منتقدي كوربين من زره الأعلى المفتوح، ويقولون إنه لا يستطيع أن يحكم ربطة عنقه بشكل جيد، ما يفسره خصومه بالتالي بأنه يفشل في إيجاد الحلول الوسط. يقول عالم الاجتماع، ايرن ماسيدي كاسانوفا «إذا كنت تمثل الطبقة العاملة، فهذا يعني أنك ضد الفرد، لكنك في الوقت نفسه تدعم المجموعة».

إلا أن هذا التقليد أيضاً له أهميته خلال الحملات الانتخابية، لأنه يدل على نوع الارتباط الذي يحتاج إليه السياسي مع ناخبيه، انظروا إلى كوربين وهو يطلق برنامجه السياسي مرتدياً بذلة، لكنه يتحدث في مناسبة أخرى مع مغني الراب (جي ام ايي)، بزرّ أعلى مفتوح، وذلك من أجل استقطاب أصوات الشباب. ويعلق كازانوفا على ذلك قائلاً «هذا يدل على أن هناك زياً للعمل، وآخر للتعامل مع الجماهير»، ويضيف: «يتبع الجمهوريون دائماً الاستراتيجية نفسها، ولنأخذ السياسي الأميركي الجمهوري، ميت رومني، الذي كان يسير بزرّ مفتوح، ومن دون ربطة عنق، خلال حملاته الانتخابية الرئاسية عام 2012».

خلال فترته الرئاسية، كان نهج أوباما في ما يتعلق بالزرّ المفتوح نمطياً للغاية، وقد ظهر الأسبوع الماضي في ميلان بزرّين مفتوحين وليس بزرّ واحد، ما أثار الاندهاش وعلامات التعجب، ويعتقد بعض الظرفاء أن الجو ربما يكون حاراً، لأنه كان يتحدث في مؤتمر عن المناخ. أما ترودو، فإنه يسير في كثير من الأحيان بزرّ مفتوح، وهو ما يعتقد الخبراء أنها رسالة يريد أن يطلقها لمن يراه «احكم عليّ بفعلي وليس بمظهري».

من ناحية أخرى، يطلق ترامب إشارات متناقضة في ما يتعلق بنمط زرّه، فهو لا يترك زرّاً مفتوحاً، ويضع ربطة عنق طويلة «ما يثير السخرية»، كما يقول كازنوفا «لأنه يحاول استقطاب الطبقة العاملة، إلا أن رسالته المظهرية والشفهية تناقض ذلك، وتدل بدلاً عن ذلك على نرجسيته».

بالنسبة للرئيس ماكرون، فإنه يتبنى مظهراً ذكياً للغاية، ويغلق جميع أزرار قميصه، ويضع ربطة عنق تنم عن التعقل والتروي.