على الرغم من تعرضهم للانتقادات

سياسيون يتناولون الطعام أمام الناس للتقرب من الناخبين

عدد من السياسيين الذين تم تصويرهم وهم يتناولون الطعام. أرشيفية

سواء كانت الشطيرة التي تناولها وزير الخارجية البريطاني السابق، ديفيد ميلباند، أو النقانق التي تناولها رئيس الحكومة السابق، ديفيد كاميرون، أو شطيرة البرغر التي تناولها وزير المالية البريطاني السابق، جورج أوزبورن، إضافة إلى الموزة التي تناولها السياسي البريطاني، إيد ميليباند، فجميعها أمثلة تتعلق بالإحراج الناجم عن تناول الأكل بالنسبة للسياسيين البريطانيين، وهناك العديد من السياسيين الآخرين الذين تعرضوا للموقف ذاته.

وخلال حملته الانتخابية للوصول إلى منصب محافظ مدينة لندن، رفض المحافظ الحالي للعاصمة البريطانية، صديق خان، تناول أي شيء على الملأ. وعندما التقى به الصحافي، سيمون غاتنستون، من صحيفة «غارديان» في منزله، لم يتناول خان أي لقمة أمام الكاميرا، على الرغم من كثرة الطعام الذي قدم له حينها. وبالطبع لا أحد يلومه على هذا الموقف. وعلى الرغم من انقضاء نحو عام على تصوير إيد ميليباند، وهو يأكل شطائر اللحم بشراهة، إلا أن الضجة التي أثارتها الصورة لم تنتهِ حتى الآن.

وكان خان قال للصحافي، حينها، إن المصور «يمكن أن يجعلني أبدو مثل جورج كلوني، أو مثل إيد ميليباند عندما كان يتناول شطائر اللحم».

• من الصعب جداً أن ترى سياسياً أميركياً لم يتم تصويره وهو يتناول النقانق، كما أن هناك العديد من المقالات المخصصة لانتقاد السياسيين الذين يتناولون البيتزا بالسكين والشوكة.

وأصبحت صورة ميليباند وهو يتناول اللحم تتسم بسمعة سيئة، لدرجة أنه تم تخصيص صفحة كاملة لها في موسوعة «ويكيبيديا» على الإنترنت، كما أنها كانت على الصفحة الأولى في صحيفة «صن» البريطانية. ومع ذلك يواصل الساسة تناول الطعام على الملأ. وقال بروفيسور التسويق السياسي في جامعة كرانفيلد، بول باينس «الضجة التي أقيمت على صورة ميليباند سببها أنه كان يتناول طعامه بصورة خرقاء».

لكن ديفيد كاميرون، وجورج أوزبورن، وميليباند، ضمن طابور طويل من السياسيين الذين تعرضوا للسخرية نتيجة أساليبهم في تناول الطعام، وفي الناحية الأخرى من الأطلسي تعرض الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للانتقاد لأنه كان يتناول الآيس كريم، إضافة إلى سلفه، باراك أوباما، وهو يتناول الآيس كريم أيضاً.

وفي عام 1976، تعرض الرئيس الأميركي السابق، جيرالد فورد، للسخرية، بعد أن كان يمضغ الورق الذي يغلف كيزان الذرة، الذي لا يؤكل أصلاً. والسؤال المطروح بقوة الآن: لماذا لا يحذو السياسيون حذو خان، ويتجنبون التقاط صورهم وهم يتناولون الطعام من الأساس؟

يقول البروفيسور باينس «الطعام يقيم التواصل بين الناس، وهو رابطة ضرورية بين الثقافة وأي شخص آخر»، ويضيف «ظهور السياسي البريطاني، نيجل فرج، في إحدى الحانات وهو يتناول مشروباً، كان له تأثير إيجابي في الطريقة التي ينظر إليها من قبل شريحة كبيرة من ناخبي الطبقة العاملة، وهي مهمة لأنها كبيرة»، ويضيف: «أعتقد أن الأمور يمكن أن تنعكس بصورة سلبية، إذا كان الأمر مصطنعاً وغير حقيقي، ولو طلب مني تقديم النصيحة لرئيسة الحكومة، تيريزا ماي، فإني لن أنصحها بتقليد فرج لأن ذلك سينعكس سلباً عليها، لأنه يختلف عن أسلوب حياتها».

وبناء على ما تقدم فإن الطعام بالتأكيد سيجعل السياسي على تواصل مع الناخبين، ويصح ذلك بصورة خاصة عندما يكون الطعام مرتبطاً بالهوية الوطنية، وكان رئيس حكومة بريطانيا السابق، توني بلير، قد ادعى علناً أنه يحب وجبة «السمك والبطاطا المقلية»، وهو طعام بريطاني بامتياز، على الرغم من أنه قال في وقت سابق إن وجبته المفضلة هي المعكرونة بزيت الزيتون.

وفي الولايات المتحدة من الصعب جداً أن ترى سياسياً أميركياً لم يتم تصويره وهو يتناول النقانق، كما أن هناك العديد من المقالات المخصصة لانتقاد السياسيين الذين يتناولون البيتزا بالسكين والشوكة.

تويتر