راعي بقر يمسك بالرئيس أيزنهاور بحبل.. وجاكسون هرب من الباب الخلفي

مراسم تنصيب الرؤساء في أميركا حافلة بالطرائف والمواقف الاستثنائية

صورة

سيتم تنصيب الرئيس الأميركي الـ45، دونالد ترامب، اليوم، حيث ستجري مراسم تأدية القسم للمرة الـ58 في تاريخ الولايات المتحدة. ولم تخل مناسبة التنصيب من الطرائف والمواقف غير المألوفة، عبر التاريخ. وقد أقيم حفل التنصيب في واشنطن، منذ عام 1801، عندما تولى توماس جيفرسون الحكم في الولايات المتحدة. وقد كانت المراسم تقام في مدينة نيويورك، التي ظلت عاصمة للبلاد إلى عام 1789.

الجو البارد

في ست مناسبات، طُلب من الرئيس الجديد أداء اليمين الدستورية على الفور، وذلك بسبب وفاة أو استقالة الرئيس. ولم يخصص يوم أو مراسم خاصة لكل من وليام تايلر وميلارد فيلمور وأندرو جونسون وتشيستر آرثر وجيرالد فور. ولم يعطّل سوء الأحوال الجوية حفلات تنصيب عدة فحسب، بل كان أيضاً مسؤولاً عن وفاة سيدة أولى. فقد تسببت رداءة الجو وسوء حالة الطرق في تأخر تنصيب جورج واشنطن حتى 30 أبريل 1789. وفي 1853، كان يوم تنصيب الرئيس فرانكلين بيرس بارداً جداً، بسبب عاصفة ثلجية، فقد أصيبت السيدة الأولى المغادرة، أبيغايل فيلمور، بالتهاب رئوي، وتوفيت بعد بضعة أسابيع.

وفي حين تعتبر عملية التنصيب إجراءً رسمياً يرمز إلى انتقال سلمي للسلطة، اتسمت الاحتفالات ببعض اللحظات من الهزل على مر السنين. ولعل الجميع يذكر القسم «الفاشل» الذي أداه الرئيس المنتهية ولايته، باراك أوباما، في بداية ولايته الأولى، في حين غلب النعاس ابنته (ساشا) خلال خطاب والدها. أما بيل كلينتون، فقد فوجئ بشخص في زي المغني الأميركي الشهير «إلفيس بريسلي»، خلال تنصيبه في 1993، واضطر لمصافحته وملاطفته، إلا أن نائبه آل غور تردد في مصافحته، وكان حذراً بعض الشيء.

ولعل الموقف الأكثر طرافة قيام أحد رعاة البقر بالإمساك بالرئيس دوايت ايزنهاور خلال المراسم، بواسطة حبل، يستخدم في العادة للإمساك بالأبقار. وفي مارس 1841، قرر وليام هنري هاريسون ألا يرتدي معطفاً سميكاً وقبعة تقيه البرد الشديد، يوم التنصيب، وكانت النتيجة أن توفي بعد شهر واحد فقط من تسلمه السلطة، بسبب التهاب رئوي حاد، لتكون ولايته الأقصر في تاريخ الولايات المتحدة، كما أنه كان أول رئيس أميركي يموت أثناء فترة خدمته.

وفي مارس 1829، كاد أندرو جاكسون أن يختنق بسبب تدافع المهنئين لمصافحته، واضطر للهرب من الباب الخلفي. في حين أدى تدافع الناس للحصول على مرطبات ومشروبات، إلى تحطيم الأواني، والتسبب في ضرر كبير لمحتويات المكان. وقيل إن نحو 20 ألف شخص حضروا اليمين الدستورية، وتحول الحفل إلى فوضى عارمة، بسبب إفراط عدد كبير من الحضور في تناول الكحول.

أما بالنسبة للخطابات، فقد اختلفت وفقاً للظروف التي تعيشها الولايات المتحدة في كل مرحلة من التاريخ، إذ دعا إبرهام لينكولن، الذي حكم البلاد خلال الحرب الأهلية (1861-1865) إلى ضرورة تضميد الجراح، وتوحيد الأمة، وإنهاء الحرب، وإلغاء العبودية. أما جون كيندي فقد حث المواطن الأميركي على طرح السؤال «ماذا يمكن أن أقدم لأميركا؟»، عوض أن يسأل «ماذا يمكن لأميركا أن تقدم لي؟»، في حين كان خطاب ديلانو روزفلت (1933-1945) أكثر إثارة، بسبب الظروف التي يعيشها العالم خلال الحرب العالمية الثانية، وقال، «الشيء الوحيد الذي يجب أن نخافه هو الخوف نفسه». أما أول رئيس أميركي أسود في تاريخ البلاد، باراك اوباما، فقد دعا الأمة إلى «الشجاعة مرة أخرى أمام التيارات الجليدية، وتحمل أي عواصف يمكن أن تهب».

المرأة الوحيدة

حتى الآن، كل الرؤساء الأميركيين، ماعدا فرانكلين بيرس، اختاروا كلمة «أقسم» بدلاً من «أقر». وفي تنصيب باراك أوباما الأول، في 2009، تعثر رئيس المحكمة العليا جون روبرتس حول الصياغة، وقرر الاثنان أن يعاد القسم في اليوم التالي في البيت الأبيض.

وعادة ما تدار اليمين من قبل كبير قضاة المحكمة العليا، وهكذا جرت العادة منذ 1797. وكانت المرأة الوحيدة التي أشرفت على القسم، في تاريخ الولايات المتحدة، القاضية الاتحادية سارة هيوز، وكانت أقرب قاضٍ اتحادي إلى موقع تنصيب ليندون جونسون، بعد اغتيال الرئيس جون كينيدي. وقد تم التنصيب بشكل استثنائي للغاية، إذ أدى جونسون القسم في الطائرة الرئاسية، بحضور 27 شخصاً، من بينهم أرملة كيندي، جاكلين. وقد تزاحم الحضور في الطائرة في وقت انقطع فيه التكييف، استعداداً للانطلاق. وبمجرد الانتهاء من أداء القسم، انطلقت الطائرة التي كانت في دالاس، حيث اغتيل كيندي في 1963، في اتجاه واشنطن.

تويتر