بوريس جونسون يستفز الأوروبيين ويصفهم بالنازيين

أثار وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، الجدل مجدداً، بتوجيهه انتقادات لاذعة لفرنسا، على خلفية موقف الأخيرة من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فقد قال إن تهديدات الأوروبيين بـ«عقاب» بريطانيا تشبه معاملة النازيين للفارين خلال الحرب العالمية الثانية.

وأردف جونسون قائلاً «إذا كان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، يرغب في توجيه ضربات انتقامية لأي شخص يرغب في الفرار من الاتحاد الأوروبي، على طريقة أحد أفلام الحرب العالمية الثانية، فإني لا أعتقد أن هذه الطريقة المثلى، والأمر ليس في مصلحة أصدقائنا وشركائنا». وأضاف الوزير المثير للجدل دائماً «الأمر يبدو لا يصدق بالنسبة لي، ففي القرن الـ21 يبدو من غير المنطقي أن تفكر الدول الأعضاء في الاتحاد بشكل جدي في إعادة فرض الرسوم الجمركية، أو أي شيء، لمعاقبة المملكة المتحدة».

وأثارت هذه التصريحات جدلاً وغضباً في الأوساط الفرنسية والأوروبية، ووصف مسؤولون في باريس تصريحات جونسون بغير المنطقية. وقال كبير المفاوضين في البرلمان الأوروبي، غاي فيرهوفست، إن تصريحات المسؤول البريطاني مقيتة و«تثير الاشمئزاز». فالمقربون من جونسون عبّروا كذلك عن عدم رضاهم عن تصرفه الأخير. وقالت العضو البارز في حزب العمال، جسيلا ستيوارت، التي تدعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إنه كان يجب عليه ألا يشير إلى الحرب العالمية الثانية.

من جانبه، لم يرد الرئيس الفرنسي على تصريحات جونسون، لكنه قال في وقت سابق إن نتائج عديدة ستترتب عن خروج بريطانيا «سيكون هناك تهديد ومخاطر، كما سيكون هناك ثمن، ما عدا ذلك سنخوض مفاوضات لن تنتهي كما ينبغي»، مضيفاً: «شيء لا مفر منه هو أن تكون هناك تبعات اقتصادية وإنسانية».

وقال النائب العمالي، واس ستريتينغ، الذي يدعم حملة «بريطانيا مفتوحة أمام أوروبا»: «يبدو أن وزير الخارجية كان يتصفح نسخة من نص الفيلم الذي يفضله: كيف تخسر الأصدقاء وتنفّر الناس». مضيفاً أن «التعامل مع الدبلوماسية مثل شركة حرب ليست طريقة يتصرف بها وزير الخارجية، يتعين على جونسون التركيز بدلاً من ذلك على العمل بصورة بناءة مع بقية أوروبا، لتحقيق صفقة جيدة لبريطانيا».