قِبلة الشباب البولندي

الجالية البولندية غير مرغوب فيها من قبل العديد من المتطرفين البريطانيين. أرشيفية

بعد أيام من استفتاء الخروج وزّعت مجموعات متطرفة منشورات عدائية ضد البولنديين المقيمين في لندن، والمدن البريطانية الأخرى، وتعرض المركز الثقافي البولندي في لندن للتخريب، ورسمت عليه رسوم عنصرية. ويذكر أن مسألة الهجرة برزت موضوعاً رئيساً في حملة الاستفتاء البريطاني، إذ قال الداعون للخروج من الاتحاد إن انضمام بلادهم للتكتل سمح بدخول عدد لا يمكن السيطرة عليه من المهاجرين القادمين من شرق أوروبا. وقبل أيام قليلة من التصويت استقالت وزيرة سابقة في حزب المحافظين من حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، واتهمت القائمين عليها بنشر أكاذيب وكراهية والترويج للخوف من الأجانب.

وبعد أن كانت بريطانيا قِبلة الشباب البولندي، أصبح الكثير منهم يواجهون حالات عداء من قبل جماعات متطرفة، خصوصاً في أعقاب الاستفتاء الأخير. وتتداول وسائل الإعلام الكثير من الاعتداءات التي تكون هذه الشريحة عرضة لها في هذا البلد.

وقالت مهاجرة بولندية، لم تذكر اسمها، إنها سمعت عبارة «عودوا إلى بلدانكم» مرات عديدة، وتحدثت تقارير إعلامية عن أن النسب العالية التي صوتت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سجلت في المناطق التي يقطنها مهاجرو دول أوروبا الشرقية بأعداد كبيرة.

وقالت بولندية أخرى إنها أصبحت تسمع عبارات مؤذية بحق مواطنيها المتحدثين باللغة البولندية عند أبواب المدارس، عندما يصاحبون أبناءهم إلى المدرسة. ويمثل البولنديون في بريطانيا النسبة الأكبر من السكان غير البريطانيين في البلاد، إذ يبلغ عددهم نحو 800 ألف شخص. وبعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي في مايو 2004، غادر العديد من البولنديين بلادهم متجهين نحو المملكة المتحدة وإيرلندا والسويد، للبحث عن فرص عمل أفضل.

وبالإضافة إلى التأثير الخطير لعودة المهاجرين إلى بلادهم الأصلية، أشارت دراسات أخيرة الى أن نحو 54% من البولنديين يفضلون البقاء في بريطانيا.

تويتر