وزارة الآثار المصرية تجدّد «قصر الحريم» وتعيده إلى دائرة الأضواء

حريم محمد علي باشا تستعد لتنافس سلطانات الحرملك العثماني

صورة

أعادت التجديدات التي قامت بها وزارة الآثار المصرية، حرملك محمد علي، المعروف باسم «قصر الحريم» إلى دائرة الأضواء، بعد أن أزالت غابة أشجار من أمامه، وقامت ببعض اللمسات الجمالية لإظهاره، ليصبح القصر في دائرة المنافسة السياحية، موازياً ومنافساً للحرملك العثماني، الذي اكتسبت قصصه سمعة عالمية، وأصبح موضوعاً لمادة درامية تتناقلها الفضائيات، فيما قال أثريون إن التجديدات هي بداية لاهتمام شامل بمنطقة قلعة صلاح الدين ستظهر نتائجه قريباً.

يضم قصر الحريم كثيراً من فنون العمارة الأوروبية، ويتكوّن في مجمله من ثلاثة أجنحة (جناح العائلة)، (جناح السلاملك)، (جناح الأغوات).

في خلفية الاهتمام بما كان يجري مع السلطان وحريم السلطان في الدولة العثمانية، هناك في مصر تاريخ مشابه، وحكايات عن حريم أسرة محمد علي.

وقال وزير الآثار المصري د.خالد العناني، إن من أهم هذه الأعمال مشروع ترميم المتحف الحربي القومي، وتطوير المنطقة المحيطة به. وأشار د.العناني إلى أن أعمال الترميم تأتي بالتزامن مع خطة الوزارة في توظيف القلعة، لتكون مركزاً للإشعاع الثقافي والحضاري، وحاضنة لكل الفنون المصرية، لتصبح متنفساً لأهل القاهرة عامة، وسكان منطقة القلعة خصوصاً، خلال فصل الصيف.

وقال مدير عام آثار القلعة جمال مصطفى، إن المتحف الحربي يشغل مبنى قصر الحريم بالقلعة، الذي بناه محمد علي باشا، ليكون سكناً له ولأسرته وحريمه، سنة 1827، بقلعة الجبل، وإنه تمت أيضاً الموافقة على تقليم أغلب الأشجار التي تعوق رؤية واجهة القصر.

وقال الخبير السياحي عادل عبدالظاهر، إن الاهتمام العالمي والعربي بالآثار العثمانية، بعد أن سلطت الدراما في السنوات الأخيرة الأضواء عليها في مسلسلات من نوع «حريم السلطان»، يلفت الأنظار إلى أن جزءاً من مفهوم السياحة أصبح شخصياً وإنسانياً ومباشراً، ترابط فيه التاريخ مع الدراما، وقد اهتم العالم بـ«قصر توبكابي» في تركيا، الذي كان مركز القرار من 1465-1865، وفي خلفية الاهتمام بما كان يجري مع السلطان وحريم السلطان، هناك في مصر تاريخ مشابه، وحكايات عن حريم أسرة محمد علي.

من أمينة هانم زوجة محمد علي، التي اهتم بها بشكل خاص، حتى نازلي وناريمان، ولكل منهن قصة وحكاية وإنجاز، كما ان في قلعة صلاح الدين قبل وبعد أن سكنها محمد علي حتى استقر بها الحاكم العسكري الإنجليزي بعد دخوله عام 1882، عوالم لا تنتهي، علاوة على ان الدراما التاريخية أمامها فرصة لتتطور، شريطة ان تخرج من محليتها ونمطيتها وقوالبها المستنفذة، وتتطور كما فعلت الدراما الاجتماعية في حقبة أسامة أنور عكاشة، فتخاطب مُشاهداً يحظى بالاحترام.

ويضم قصر الحريم «المتحف الحربي» كثيراً من فنون العمارة الأوروبية الوافدة، ويتكوّن في مجمله من ثلاثة أجنحة، تشتمل على كل المرافق الخدمية، الجناح الشرقي (جناح العائلة)، الجناح الأوسط (جناح السلاملك)، الجناح الغربي (جناح الأغوات)، وظل هذا القصر يتناوبه حكام المحروسة من أسرة محمد علي، إلى أن انتقل مقر الحكم والإقامة إلى قصر عابدين بالقاهرة، وذلك زمن الخديوى إسماعيل، ويعتبر محمد علي باشا، أول حاكم يقوم بتشييد مقر إقامته في الساحة الشمالية الشرقية للقلعة، وقد تحول القصر إلى مقر للحاكم العسكري للجيش الإنجليزي سنة 1882، إلى أن استردته الحكومة المصرية سنة 1946، وخضع منذ ذلك التاريخ لإشراف لجنة حفظ الآثار العربية ووزارة الحربية، إلى أن تم توظيفه متحفاً نوعياً يحكي تاريخ العسكرية المصرية، وافتتح لهذا الغرض في 20 نوفمبر 1949.

وقال الباحث الأثري عياد حسين، لـ«الإمارات اليوم»، إن هناك ثلاثة أماكن يطلق عليها أسماء تراوح بين «قصر الحريم» و«الحرملك» أولها قصر «الحريم الخاص» بمحمد علي، الذي كانت تقيم فيه جميع زوجاته ماعدا واحدة كانت لها مكانة خاصة، فأقام لها منزلاً منفصلاً في القلعة، والثاني قصر الحريم بالإسكندرية، والثالث يحمل الاسم نفسه في مدينة نجع حمادي في صعيد مصر. ويضيف حسين أن الحرملك القائم في الإسكندرية يعود إلى الملك الراحل أحمد فؤاد، الذي أمر المهندس الإيطالي فيروتشي والمهندس حسن باشا العدوي عام 1925 بإنشائه في حدائق المتنزه، ويجمع الطراز البيزنطي مع القوطي، والكلاسيكي و الإسلامي، ويحتوي على تحف فرنسية الطراز، وزخارف الباروك والركوكو.

ويتابع حسين أن المكان الآخر الذي يحمل اسم «قصر الحرملك» هو قصر الأمير يوسف كمال، الذي سرقت منه أثناء فترات الانفلات الأمني 300 قطعة أثرية نادرة، راوحت بين عملات ذهبية وفضية ونحاسية وخناجر موشاة بمجوهرات، وفصوص ذهبية، وشمعدانات نحاسية وزجاجية وفضية، وغير ذلك.

تويتر