لضمان تنامي شعبيته

بوتين يستعرض قوته ليطمئن الشعب الروسي أنه قوي وبصحة جيدة

صورة

أصدر الكرملين، الأحد الماضي، شريط فيديو يظهر فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بمعية رئيس وزرائه، ديمتري ميدفيديف، وهما يتجولان في إحدى صالات الألعاب الرياضية، ويمارسان ألعاب القوى والرياضات الأخرى، وكانت الكاميرا تتبع الرجلين من قسم لآخر في أحد أجنحة الحكومة بمنتجع سوتشي. ويبدو أن قرار الإفراج عن هذه اللقطات لأقوى رجل في روسيا، أمر شاذ للمراقب العادي، إلا أن كل هذا يشكل جزءاً من سباق طويل الأمد واستراتيجية للشؤون العامة، ظل يخطط لها بوتين بعناية شديدة، ويرتب لها على مر السنوات لتأخذ مكانها بين اشرطة فيديو ولقطات أخرى، تتضمن صراعه مع نمور سيبيرية، وركوبه الخيل، ولهوه مع الدلافين، وقيادته غواصات صغيرة، وطائرات، وصور اخرى تبدو لمن يشاهدها، أن الأطفال والكلاب يحبونه أيضاً. وحسب ما يراه الأطباء النفسيون فإن الرجل يروّج لما يسمى بعبادة الشخصية، ولكن من ناحية اخرى فهو يسعى أيضاً لتحقيق هدف سياسي، ربما حتى أكثر أهمية، قد لا يتضح لمن هو خارج روسيا، يعكس الكيفية التي تسير بها «روسيا بوتين»، والمخاوف التي تنتابه.

هذه الصور تم تصميمها غالباً لتلميع صورة الرئيس، باعتباره رجلاً قوياً يتمتع بالصحة والعافية، وذا شخصية مثيرة للإعجاب. وفي حين تبدو هذه الصور وسيلة تستعرض الزعيم الاستبدادي وتعزز من غروره وغطرسته، إلا أنها في الواقع تعكس حقيقة أكثر قتامة، فهي ليست لتعزيز الثقة، بل من خوفه بأن يبدو ضعيفاً مريضاً خائر القوى، حيث تتركز السلطة السياسية في روسيا حول بوتين، وإذا حدث أن فاجأه الموت أو المرض، فليس هناك بالضبط ما يشير الى رؤية واضحة، بشأن مصير البلاد أو من سيديرها، أو ما إذا كان النظام السياسي الفضفاض ــ والذي سقط في الفوضى من قبل ــ يستطيع أن يتماسك، ونتيجة لذلك، فإن أدنى تلميح عن مرض أو ضعف يتعرض له الرئيس الروسي يمكن أن يتسبب في هياج وذعر من قبل الجمهور الروسي.

لهذا السبب، فإن صور بوتين عاري الصدر من دون قميص، ويتمتع بصحة جيدة، هي وسيلة لطمأنه الجمهور بأنه ليس هناك ما يدعو للقلق. وإذا كان بوتين على ما يرام، فإن روسيا على ما يرام، وبقاء بوتين بصحة جيدة تستفيد منها أيضاً النخبة السياسية والاقتصادية، التي يعتمد بوتين على دعمها وتعتمد هي بدورها عليه.

تويتر