كشف عن تشابكات «الموساد» والنساء في رحلته الدبلوماسية

رفعت الأنصاري: إسرائيل حاولت اغتيالي 3 مرات.. واعتبرتني أخطر من رأفت الهجان

النساء الإسرائيليات من أهم الأدوات في عالم الجاسوسية. أرشيفية

كشف الدبلوماسي المصري السابق في إسرائيل الدكتور رفعت الأنصاري، عن تعرضه لثلاث محاولات اغتيال داخل إسرائيل في الثمانينات، بعد تعرضه لحملة اعتبرته جاسوساً مصرياً، وأشار الأنصاري الذي صدرت مذكراته اخيراً، الى أنه امضى ست سنوات في كتابتها، منها ثلاث سنوات في انتظار الموافقة عليها، ودافع الأنصاري عن شرح علاقاته النسائية في إسرائيل باستفاضة وصراحة، مؤكداً انه «روى ما حدث له سواء كان له أو عليه باعتبار ذلك شهادة تاريخية»، كما شدّد على أنه لا يعرف مصير صديقته رونا، التي اتهمت بالتجسس لمصلحة مصر، داعياً «كل من يعرف أي معلومات عنها –سواء كانت حية أو ميتة- أن يبلغه بها فوراً».

مصطفى الفقي: أنصح الدبلوماسيين بعدم تقليد الأنصاري

قال سكرتير الرئيس المصري السابق لشؤون المعلومات مصطفى الفقي، في تصريحات إعلامية: «لولا أني أعلم أن كل كلمة في هذه المذكرات صادقة لانتابتني دهشة شديدة». وتابع الفقي: «مع ذلك أنصح أي دبلوماسي شاب بعدم تقليد الأنصاري، لأنه يختلف عن أي أحد آخر، وساعدته صلابته ومعدنه القوي في التعامل مع هذه الظروف».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/02/273474.jpg

الانصاري حصل على معلومات نوعية خطيرة من داخل اسرائيل.

وقال الدكتور رفعت الأنصاري، في حوار خاص مع «الإمارات اليوم» بالقاهرة، إن مذكراته قصد بها فتح آفاق جديدة أمام الدبلوماسيين العرب، لفهم المجتمع الإسرائيلي الذي هو بالنسبة لنا كعرب صندوق أسود، الأكثر إعتاماً فيه معرفتنا بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية. وقال الأنصاري إن «أخطر انواع التجنيد المخابراتي الذي تقوم به اسرائيل حالياً، هو التجنيد الطبي الذي يعتمد على متابعة الشخص المطلوب استقطابه لرصد ما اذا كان هو أو أحد افراد اسرته لديهم أي مرض مستعصٍ، والتأكد من وصول الشخص (الهدف) الى حالة يائسة، فيظهر له شخص معين في توقيت محسوب، ويخبره بأنه من منظمة حقوقية، وأن المرض يمكن علاجه عند طبيب أوروبي، وأن المنظمة يمكن أن تتحمل نفقات العلاج لأسباب إنسانية، ولحظتها، أي عند وقوع الفريسة في الكمين، تظهر المخابرات الإسرائيلية صراحة، ولكن بعد ان يكون الشخص المطلوب قد تورط». وتابع الأنصاري أن «هناك قيادياً فلسطينياً كانت زوجته اصيبت بالسرطان فتم تجنيده بهذه الطريقة، وكان يتجسس على منظمته وعلى ياسر عرفات في الفترة من 1989 الى 1993».

وحول لقائه مع السياسي الإسرائيلي موشيه دايان، قال الأنصاري إنه قابله فعلاً، وسأله بطريقة مباشرة عن حيازته لآثار مصرية من سيناء، حيث لم يكن ممكناً اتهامه الصريح بسرقتها، فرد دايان بأنه «منقب آثار فعلاً»، لكنه «لم يحصل على آثار من سيناء»، لكن الأيام اثبتت كذب دايان حيث كشف عن امتلاكه «موميا فرعونية » بعد وفاته، كما سأله في اللقاء ذاته، عن وجود خريطة في الكنيست مرسوم عليها خريطة لإسرائيل من النيل الى الفرات، ودعاه دايان إلى زيارة الكنيست بنفسه ليتأكد من المعلومة، لكنه ــ أي الأنصاري لم يذهب ــ بينما اكد السفير المصري السابق في اسرائيل سعد مرتضى الذي ذهب، صدق دايان في هذه المعلومة.

وكان الأنصاري قد روى في مذكراته التي حملت عنوان «حكايتي في تل أبيب.. أسرار دبلوماسي مصري»، والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، عن رحلته الشائكة داخل اسرائيل حيث حدثت أول مواجهة له مع المخابرات الإسرائيلية، عقب وصوله مع أول سيدة اسرائيلية هي (هنريت)، ثم تعرفه إلى الدبلوماسية البريطانية (رونا)، التي تطورت الى صداقة حميمية، وصلت الى حد التلازم، ومرت بأطوار عدة حاول الموساد تجنيدها في بدايتها، ثم انتهت بشن اسرائيل حملة عليها، وتم اتهامها في بريطانيا بالتجسس في اسرائيل لمصلحة مصر. وقد شنت الصحافة الإسرائيلية حملة واسعة على قضية رونا، التي اتهمت بالتجسس لمصلحة مصر، عن طريق تسريب معلومات للأنصاري، حيث نشرت في الفترة من 19 مارس الى أول ابريل 1982 اكثر من 65 مقالاً وتحقيقاً حولها، منها ما نشرته صحيفة «يدعوت احرونوت» في 21 مارس بعنوان (هل الجاسوسية جزء من التطبيع) وما نشرته صحيفة «علهمشمار» بعنوان «دبلوماسي مصري يلجأ الى السرية لجمع المعلومات»، وما نشرته صحيفة «معاريف» في 22 مارس من العام نفسه بعنوان «حول قضية رونا».

كما كشف الأنصاري في المذكرات عن حصوله على معلومات نوعية خطيرة من داخل اسرائيل منها، تعرفه إلى ضابطات في الجيش الاسرائيلي، وعلى الطيار الذي قام بقصف المفاعل النووي العراقي (أوزاريك)، الذي وطد الأنصاري علاقته به عبر استغلال ادمانه الخمور، وإغرائه بهدايا زجاجات «الويسكي» النادرة، كما تمكن ايضاً من كشف عملية «الصنوبر الصغرى»، التي كانت اسرائيل ستتوغل بموجبها لمسافة تراوح بين 40-45 كيلومتراً داخل لبنان، باستهداف توجيه ضربة للقوات اللبنانية والفلسطينية، وتحجيم قوات الردع السورية، وهي العملية التي ألغيت في اللحظات الأخيرة.

تويتر