يحيط أسرار عائلته بسياج منيع

بوتين يقسو على من يتدخلون في حياته الخاصة

صورة

يمارس الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حياته اليومية تحت أنظار العالم، فهو محاط بزمرة من الصحافيين في الكرملين، وبالكاميرات، والتلفزيون والمصورين، وجميعهم مخلصون له، وتنقل نشرات الأخبار المسائية الروسية أنشطته اليومية. إلا أن هذا الرجل نجح حتى الآن في إبعاد أسرته عن دائرة الضوء بدقة متناهية، تشبه الى حد كبير العمليات الخاصة التي كان ينفذها جهاز الاستخبارات السوفييتية الشهير «كي جي بي».

ولا توجد صور فوتوغرافية مؤكدة لابنتيه، ماريا البالغة من العمر 29 عاماً، الملقبة باسم «ماشا»، وايكاترينا، 28 عاماً، والمعروفة باسم «كاتيا»، حيث درست الفتاتان في جامعة روسية تحت أسماء مستعارة، حتى إن زملاءهما كانوا يجهلون هويتهما الحقيقية.

الشهر الماضي، وفي اعقاب إسقاط الطائرة الماليزية في اوكرانيا واتهام روسيا بالتورط في ذلك، زعمت صحيفة هولندية أن ماشا تعيش في هولندا مع صديقها الهولندي، الا أن مجموعة من الصحافيين والمتظاهرين الأوكرانيين الذين تدفقوا إلى مقر إقامتها المزعوم، لم يتمكنوا من العثور عليها -أو حتى يتعرفون إليها. ودعا عمدة هيلفرسوم في هولندا، بيتر برورتيجز الى ترحيلها، الا انه اضطر في ما بعد لسحب بيانه.

هذا الحجاب الكثيف من السرية يدعمه الكرملين بشكل صارم، ويتم التعامل مع الصحافيين الذين ينتهكون الخطوط الحمراء للحياة الخاصة للعائلة الروسية الأولى بشكل سريع ومن دون محاكمة.

في عام 2008، عندما ذكرت صحيفة موسكوفسكي الليبرالية أن بوتين يخطط للزواج من لاعبة الجمباز الإيقاعي، ألينا كاباييفا، اضطر المحرر تحت الضغوط الى الاستقالة خلال ساعات. ووفقاً لما رواه المحرر المفصول، غريغوري نيخوروشوف، فإن مالك الصحيفة، يفغيني ليبيديف، وهو الممول الملياردير الذي يمتلك ايفينغ ستاندرد والإندبندنت - وعده بالوقوف بجانبه وغيره من الصحافيين، إلا أن مكالمة من «شخصية بارزة من الإدارة الرئاسية» تلقاها ليبيديف جعلت الصحيفة تختفي من على وجه الأرض.

ورداً على سؤال حول علاقته بكاباييفا في مؤتمر صحافي في سردينيا، إيطاليا، أوضح بوتين بما لا يدع مجالاً للشك أن حياته الخاصة خارج الحدود المسموح بها، وتحدث قائلاً «أنا، بالطبع، أدرك معنى أن يعيش الساسة في بيوت من زجاج، ولكن حتى في هذه الحالات، يجب أن يكون هناك بعض القيود، فأنا دائماً أكره من يدسون أنوفهم في حياة أشخاص آخرين». ويبدو أن الرسالة لا لبس فيها فبوتين شخص يحيط حياته الخاصة بسياج منيع من السرية، ويقول مراسل سابق في الكرملين، ويعمل الآن لحساب وكالة أنباء مملوكة للدولة «كثيراً ما كنا نتداول النميمة مع مساعديه، لكننا لا نناقش أبداً أمور أسرته، فهي قانون غير مكتوب».

وخلال ثلاث سنوات من العمل في مجموعة الصحافيين المرافقين لبوتين بين عامي 2009 و2012، رأى هذا الصحافي زوجة بوتين السابقة، ليودميلا، مرة واحدة فقط ولم ير بنتيه أبداً. وقال مخرج الأفلام الوثائقية الألماني هوبرت سيبيل الذي تم منحه إذناً غير مسبوق لزيارة بوتين في عام 2010 و2011 إنه قضى مئات الساعات مع هذا الزعيم لكنه، أيضاً، لم يرَ ابنتيه.

تويتر