اختفاء مريب لزوجة بوتين

علاقة لودميلا بزوجها تدهورت أخيراً. غيتي

لسنوات عدة لم تظهر السيدة الأولى لودميلا بوتين (54 عاما)، زوجة الرئيس الروسي فلاديمير، (59 عاما)، إلا انها ظهرت في الشهر الماضي الى جانب زوجها من اجل الانتخابات الرئاسية، التي كان متوقعاً تماماً ان تدخل بوتين الى الكرملين للمرة الثالثة، لكن السؤال الكبير الذي كان ينتظر الاجابة هو ما ذا كانت زوجته الغائبة دائما ستظهر من جديد كي تلعب دور سيدة اولى؟ ولكن الجواب ربما يكون قريبا، اذ سيتم تنصيب بوتين في السابع من مايو ومن ثم سيطير الى الولايات المتحدة لحضور قمة الدول الثماني، وهي مناسبة تتطلب عادة وجود الزوجات، فهل ستكون هناك؟

وأحيطت تحركات السيدة بوتين بدرجة عالية من السرية في الفترة التي قضاها زوجها رئيساً للوزراء ما بين 2008 و.2012 ولايدري احد على وجه التحديد اين عاشت. وليس هناك اصلا من يجرؤ على طرح الموضوع، خوفا من انتقام المخابرات السرية التي يتحكم بها بوتين. لكن ثمة شائعات غير مؤكدة تشير الى انها عاشت في منتجع بمدينة سوتشي على البحر الاسود، في حين ان بوتين اقام علاقة مع الجاسوسة الروسية التي تحولت الى عارضة ازياء انا تشابمان. وقال محلل مقرب من الكرملين «يبدو ان علاقته مع زوجته تدهورت تماما، لكننا لا نعرف شيئا».

وتقول شائعات ان السيدة بوتين كانت تعيش في منزل قديم عبارة عن دير سابق في منطقة على الحدود الروسية الاستونية. واكد كثيرون من سكان المنطقة انها كانت موجودة هناك على الرغم من ان احدا لم يرها. ومن المعروف ان بوتين يحرص على السرية التامة في ما يتعلق بعائلته. وقالت خبيرة علم الاجتماع المتخصصة في النخبة السياسية في روسيا، اولغا كريشتانوفسكايا، ان بوتين يتبع اسلوب قادة الاتحاد السوفييتي الذين كانوا يخبؤون زوجاتهم عن العامة، الا ان غورباتشوف كسر هذه القاعدة في ثمانينات القرن الماضي، عندما لعبت زوجته رايسا دوراً اكبر في الحياة العامة، الامر الذي اثار انتقادات لاذعة من الروس العاديين. واضافت اولغا وهي من حزب بوتين روسيا الموحدة «بالنسبة للروس فإن وضع بالسيدة الاولى يختلف عما عليه الحال في الدول الغربية، إذ إن السيدة الاولى الروسية عادة ما تكون ربة منزل تعتني بالأطفال، ولا تقترب من السياسة».

وكانت آخر مرة ظهر فيها الزوجان على شاشة التلفزيون عام ،2010 للرد على اسئلة العامة، وكانت السيدة بوتين في حالة متوترة، ولم تبد عليها الراحة، وحتى بوتين فقد اعار كلبه الاسود «كوني» اهتماماً اكثر مما ابداه لزوجته التي لم تكن ترتدي خاتم زواجها. وجاء هذا الظهور اثر شائعات تقول ان بوتين طلق زوجته سراً أواخر فترة رئاسته عام ،2008 وانه كان يخطط للزواج من بطلة الجمباز كابييفا التي تصغره بـ31 عاما، والتي تم تعيينها قبل بضعة اشهر من انتهاء رئاسته عضوا في البرلمان الروسي في حزب روسيا المتحدة.

ولكن بوتين قال خلال زيارة صديقه رئيس وزراء ايطاليا، سيلفيو بيرلسكوني، في حينه، انه «ليس هناك اي كلمة صحيحة من كل ذلك»، وحذر الصحافيين قائلا «لدي حياتي الخاصة التي لا اسمح لأحد بالتدخل فيها». وتم اغلاق الصحيفة التي نشرت الخبر من قبل الامن الفيدرالي. ولكن الفضيحة لم تمت، فبعد عام تقريباً انتشرت شائعات تقول ان كابييفا أنجبت ابناً من بوتين، ولكنها نشرت تكذيبا على الانترنت للخبر، وقالت ان ابن شقيقتها كان معها فظنه البعض ابنها.

ويقول مراقب ان بوتين لن يطلق زوجته من اجل زوجة صغيرة، لكنه يفضل الحرية في تحركاته التي يعتبر بعضها اسراراً، وهو يريد ان يمضي وقته حيث يشاء، اضافة الى ان ذلك يعتبر من أسرار الدولة. ومن الواضح ان السيدة بوتين التي كانت مضيفة في الخطوط الجوية الالمانية لم تكن تتوقع ان تتغير حياتها الى هذا النحو عندما تزوجت ضابط الـ«كي جي بي» الصغير، لكنها ربما كانت تفضل دائما البقاء في الظل. وقالت في مقابلة اجريت معها قبل الفترة الرئاسية الاولى لزوجها عام 2000 «لطالما كان هناك مبدأ مفاده انه في الـ(كي جي بي) لا تشارك زوجتك في أي شيء. وهم ينطلقون دائما من الحقيقة التي مفادها انه كلما عرفت زوجتك اقل فإنها ستنام افضل».

تويتر