«سناوفلايك» في أريزونا ملجأ أميركيين يعانون الحساسية البيئية

غياب البنية التحتية عن القرية يعيق دعوة المزيد من «اللاجئين». أرشيفية

أصبحت قرية سناوفلايك في ولاية أريزونا ملاذاً للأشخاص الذين يعانون الحساسية البيئية، وهو اضطراب مزمن، نتيجة التعرض للمواد الكيميائية اليومية، واستخدام الوسائل الحديثة.

ففي 1988، قرر أحد الأميركيين، الذين يعانون هذا النوع من الحساسية، الانتقال إلى القرية الصغيرة، تاركاً منزله في مدينة ميسيا. كان بروس ماكريري يعمل مهندساً في إحدى شركات الطيران، وبعد سنوات التحق به عشرات الأشخاص الذين يعانون الحساسية البيئية، والذين فضّلوا العيش في بيئة طبيعية بعيدة عن التلوث، وأطلق عليهم تسمية «اللاجئين» البيئيين.

التحقت سوزي مولوي بالقرية في 1997، بعد أن عانت أعراضاً مختلفة، وكانت تخشى من أنها أصيبت بمرض خطر، إلا أنها شخصت حالتها بنفسها بأن الأمر متعلق بالتلوث البيئي. إذ تلقت، بعد أن كتبت عن معاناتها في إحدى الدوريات المحلية، اتصالاً من أحدهم في سناوفلايك، الذي دعاها للالتحاق بالقرية، حيث الهواء نقي، والحياة طبيعية. وكتبت مولوي تقول «بالنسبة لي كنت أشعر بتحسن جذري»، متابعة «المشي عوضاً عن استخدام السيارة يجعلني أفضل. لم أكن أنوي الانتقال إلى هناك، لكن جسمي طلب ذلك».

بعد عام تقريباً، وبدعم مالي من الأصدقاء والعائلات، قامت ببناء منزل صغير، يحتوي على جدران من الألمنيوم. وبعد عقود من وصول مولوي، قدم عشرات الأشخاص، الذين يعانون فرط الحساسية في ولايات أميركية مختلفة، نحو القرية الصحراوية الهادئة. وقد عمل الكثيرون في المجتمع الصغير سابقاً كمهندسين، وبدأوا يلاحظون الأعراض في العمل، في حين أن آخرين، مثل مولوي، لا يستطيعون تحديد ما تسبب في مرضهم أولاً. وبغض النظر عن أسباب مرضهم، فكل منهم يجد من المستحيل أن يعيش خارج مجتمعهم الجديد، وغير قادر على العمل كما في السابق. لقد وجدوا في سناوفلايك ملجأ حقيقياً بعيداً عن ضوضاء المدن وتلوث هوائها.

ويعبر ماكريري ومولوي عن سعادتهما بالعيش في القرية، إلا أن البنية التحتية الضعيفة للمكان لا تشجعهما، في الوقت الراهن، على دعوة المزيد من الأشخاص المهتمين بالهروب من تلوث المدن الأميركية.

 

تويتر