الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به يشجعهم على المساومة

زبائن يستغلون عزلة قطر للحصول على عقود أفضل

شركة قطر للبترول تواجه ضغوط الزبائن من أجل أسعار أفضل. أرشيفية

بينما تصارع دولة قطر مع عزلتها الدبلوماسية التي تزداد سوءاً، يقوم زبائن الغاز الطبيعي المسال من اليابانيين بالعمل على شراء غاز قطر، التي تعتبر أكبر مصدر للغاز في العالم، بأسعار أقل. ولم تقرر كل من شركتي «جيرا كو»، إحدى أضخم زبائن الغاز القطري، و«طوكيو غاز كو»، ما إذا كانتا تنويان التوقيع مع قطر على اتفاقيات جديدة لتحل مكان العقود الحالية التي تنتهي في عام 2021، وذلك حسب المديرين التنفيذيين في الشركتين. وتصرّ الشركتان على شراء شحنات للغاز بتكاليف اقل ومرونة أكبر من قطر، التي تعتمد على الغاز والنفط من أجل نحو نصف إنتاجها المحلي.

• تصرّ الشركات اليابانية على شراء شحنات الغاز بتكاليف أقل ومرونة أكبر من قطر، التي تعتمد على الغاز والنفط من أجل نحو نصف إنتاجها المحلي، وذلك نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بسبب المقاطعة الخليجية.

• يعتقد زبائن الغاز الطبيعي المسال أن موقف مزودي الغاز أمثال قطر يضعف، وبناء عليه فإنهم يطالبون بمزيد من المرونة في العقود.

ويمكن أن تؤدي هذه المطالب من اليابان، أكبر زبائن الغاز القطري، إلى زيادة الضغط على قطر، بعدما عمدت الدول المجاورة لها إلى قطع العلاقات الدبلوماسية معها، وكذلك علاقات السفر عبر البر والجو والبحر. وبالطبع فإن المطالب اليابانية في هذا التوقيت بالذات، يمكن أن تؤتي ثمارها بالنظر إلى ما تعانيه قطر في الوقت الراهن من ضغوط، وعزلة عن محيطها ودول أخرى في العالم.

ولكن تكتيكات المساومات الصعبة لا تتعلق بالتوترات الدبلوماسية فحسب، وإنما ثمة حقيقة أخرى مهمة تتمثل في وفرة الغاز الطبيعي في الأسواق العالمية، الأمر الذي يجبر المنتجين على تقديم التنازلات، وهو ما تعتبره شركات بائعة للغاز أمثال «توتال» و«اناداركو بيتروليوم كورب» أمراً ضرورياً للحفاظ على الزبائن.

ويقول المدير الإداري في شركة «كالفيس إنيرجي بارتنرز» في طوكيو جونزو تاماميزو، معلقاً: «يعتقد زبائن الغاز الطبيعي المسال أن موقف مزودي الغاز أمثال قطر يضعف، وبناء عليه فإنهم يطالبون بمزيد من المرونة في العقود»، وأضاف «ولكن إذا عانى السوق النقص فإن الزبائن لن يكونوا قادرين على فرض شروطهم».

ولم ترد شركة «قطر غاز»، وهي جزء من شركة قطر للبترول الحكومية، على الأسئلة التي طالبتها بالتعليق على ما ينوي اليابانيون القيام به.

وتشتري شركة جيرا نحو ثمانية ملايين طن من الغاز المسال سنوياً، أو 20% من احتياجاتها السنوية من قطر، حسبما قال رئيس الشركة يوجي كاكيمي، في مقابلة أجريت معه في السابع من يونيو الجاري في طوكيو.

وكانت اليابان أكبر زبائن قطر لشراء الغاز المسال العام الماضي، حيث استوردت منها 12.1 مليون طن، ومن ثم تأتي بعدها كوريا الجنوبية في المرتبة الثانية، وتليها الهند، حسب منظمة المجموعة الدولية لموردي الغاز المسال.

وربما يكون من الصعب على قطر أن تدير ظهرها للزبائن اليابانيين، لأنهم يتميزون بالصدقية أكثر من غيرهم من الزبائن، حسب ما يقوله كبير المحللين ميكو تاتي، الذي يعمل في منظمة سوميتومو الدولية للأبحاث.

وترتبط شركة طوكيوغاز بعقد لشراء 350 ألف طن من الغاز القطري، وهو ما يشكل جزءاً ضئيلاً من إجمالي الغاز الذي تستورده اليابان، والبالغ 14 مليون طن سنوياً. وتنوي الشركة تقديم اقتراحاتها لقطر، بهدف تجديد العقود معها عندما ينتهي زمن العقد الحالي، حيث ستركز الشركة على موضوع الأسعار وإمكانية إعادة بيع شحنات الغاز، حسبما قال المدير العام للشركة تاكاشي هيغو في مقابلة أجريت معه.

وحذرت قطر زبائنها اليابانيين أنهم إذا بالغوا بالضغط عليها خلال مفاوضات العقود فإنهم ربما يصبحون خارج مشاريع الدولة لبيع الغاز المسال، حسبما ذكرته وكالة رويترز الشهر الماضي.

وتمتلك شركات يابانية أمثال متسوي وماروبيني 7.5% من أسهم «قطر غاز» في (المشروع1) في حين أن ميتسوي تمتلك 1.5% من اسهم (المشروع3)، حسبما ذكره موقع شركة «قطر غاز»، أي أن هذه الأسهم لا تخولهم اتخاذ القرار في هذه الشركات. وقال كاكيمي «نحن لا نمتلك الكثير من الأسهم. وهذه مشكلة الشركات التجارية».

تويتر