تعرض للسجن مرات عدة

أليكسي نافالني مصمم على مواجهة بوتين وفضح الفساد في روسيا

نافالني بعد إلقاء الصباغ الأخضر عليه. أرشيفية

يبدو المعارض الروسي أليكسي نافالني، في روح جيدة، على الرغم من أنه يصعب عليه الخروج من بيته دون التعرض للإهانة أو الاعتداء، وحتى الاعتقال. وفي وقت سابق من شهر أبريل الماضي تم إطلاق سراحه من الاعتقال لمدة 15 يوماً، في أحد السجون الروسية. ويوم الخميس الماضي، قام بعض الأشخاص المجهولين بإلقاء الصباغ الأخضر في وجهه، وهو الهجوم الثاني من نوعه خلال الأشهر القليلة الماضية.

يعترف الروس بأن حياتهم بائسة، لكنهم يقولون إن تدخل بوتين في أوكرانيا وسورية وضع حداً للسيطرة الأميركية على العالم.

ولكن هذا الرجل لم يضعف أو يتراجع، وربما يرجع ذلك إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ينوي ترشيح نفسه لفترة رئاسية أخرى في انتخابات مارس المقبل. ويهدد نافالني ببث الحياة في المشهد السياسي القاحل في روسيا. وتم سجن نافالني، مع آخرين، لاحتجاجه على مشاركة بوتين في انتخابات مارس المقبل. ولكن حبسه في السجن لمدة أسبوعين لم تضعف عزيمة الرجل، وإنما نشطتها. وقال نافالني «كان هناك العديد من المساجين الآخرين، وكلهم كانوا يشاركون في الاحتجاجات للمرة الأولى في حياتهم. وعندما شاهدوني سألوني جميعهم متى سنقوم بالاحتجاج التالي؟».

ونافالني، (40 عاماً)، هو محامٍ تحول إلى ناشط حقوقي تقوم مؤسسته المناهضة للفساد، بالتحقيق في ثروات المقربين من بوتين. وبعد بضع سنوات، حيث كان المعارض الروسي على هامش السياسة الليبرالية، لكنه معروف بوجهة نظره القومية الروسية، ظهر نافالني باعتباره زعيم المعارضة الرئيسة في موجة الاحتجاجات، التي رافقت التحضير لآخر انتخابات رئاسية في روسيا عام 2012.

وفي عام 2015، زعم نافالني أن المتحدث باسم الرئيس بوتين، وهو ديميتري بيسكوف، قام برحلة على قارب فاخر جداً. واتهم زوجة نائب رئيس الحكومة، باستخدام طائرة خاصة للقيام برحلة مع حيواناتها حول أوروبا.

وكانت التحقيقات الأخيرة التي قام بها نافالني مع رئيس الحكومة - الذي كان رئيساً للجمهورية سابقاً - ديميتري ميدفيديف، وادعى أن هذا الرجل الذي بشرت فترة رئاسته بعهد ليبرالي جديد في روسيا، يسيطر على إمبراطورية من المساكن الفاخرة، والكروم، واليخوت. ويبدو أن التحقيق مع ميدفيديف هو الذي دفع الشعب إلى الشوارع في مارس الماضي.

واعتبر ميدفيديف هذه التحقيقات بأنها مجرد «أكاذيب» من «دجال سياسي»، ولكن نحو 20 مليون شخص، شاهدوا فيلم الفيديو الذي وضعه نافالني على موقع «يوتيوب» حول التحقيق. ويعتقد نافالني أن الاحتجاجات ستتواصل.

وحتى الشرطة الروسية تشعر بالغضب بشأن فساد الحكومة حسبما يقوله نافالني. وقال نافالني الذي تم اعتقاله مرات عدة «رجال الشرطة الذين اعتقلوني قالوا لي نحن نؤيدك، فأنت شخص طيب، وقد شاهدنا أفلامك. ولكن سياسة بوتين الخارجية رائعة. وبالطبع فإن السياسة الداخلية ليست جيدة». وهذا يتناغم مع ما يقوله الكثير من الروس في شتى أنحاء البلاد، حيث إنهم يشعرون بأن وضعهم بائس، لكنهم يعتقدون بأن تدخل بوتين في أوكرانيا وروسيا أنقذ العالم من السيطرة الأميركية.

 شون واكر : كاتب في «الغارديان»

تويتر