لن تتساهل في التفاوض مع المملكة المتحدة

ألمانيا ترى الاتحاد الأوروبي القوي أهم من التجارة

حكومة المستشارة ميركل لن تكون مدفوعة بالمصالح التجارية عند التفاوض مع المملكة المتحدة. ي.ب.أ

لطالما أخطأت بريطانيا في قراءة الموقف الألماني من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث افترض العديد من المحافظين، خطأً، أن حكومة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ستكون مدفوعة بمصالح اقتصادية، لضمان حصول بريطانيا على صفقة جيدة.

والحقيقة أن وجهة النظر الألمانية متشددة بصورة مذهلة، كما أن قرار رئيسة الحكومة تيريزا ماي، بالدعوة إلى انتخابات مبكرة في يونيو المقبل لن يغير ذلك.

وفي برلين، ثمة تفاؤل من أن حصول ماي على الأغلبية البرلمانية من شأنه أن يجعلها شريكاً تفاوضياً يسهل التعامل معه. وبالطبع فإنها ستكون في وضع أفضل لمقاومة الضغط من الأحزاب المعارضة ومجلس اللوردات، من أجل صفقة أفضل للخروج من الاتحاد الأوروبي، وأيضاً من أجل مواجهة اليمين المتشدد الكاره للاتحاد الأوروبي في حزب المحافظين، الذي ربما يرفض أي تنازل يمكن أن تقدمه مع الاتحاد الأوروبي، خلال التفاوض على صفقة الخروج من الاتحاد الأوروبي.

والصحيح أن العديد من الألمان يأسفون على مغادرة بريطانيا، هذه الدولة التي التزمت بالتجارة والأسواق الحرة، ومعارضة سياسة التدخل الاقتصادي لفرنسا وإيطاليا والآخرين.

وبريطانيا مثل ألمانيا من المساهمين في ميزانية الاتحاد الأوروبي. وهم يخشون أن خروج بريطانيا من الاتحاد يمكن أن يؤدي إلى إضعاف سياسته الخارجية والدفاعية. ويشعر آخرون بالقلق من أن خروج بريطانيا سيزيد طغيان ألمانيا داخل الاتحاد، الأمر الذي سيزيد سخط الأعضاء الآخرين على برلين.

ومع ذلك، فإن هذا الأسف، لن يجعل الحكومة الألمانية تميل إلى التساهل مع البريطانيين في المفاوضات المرتقبة.

وكان صعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، قد أثار قلق ألمانيا بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد. ومن المرجح أن تكون الفترة الرئاسية لترامب أكثر ضرراً لألمانيا من أي دولة أخرى، إذ إن قيمه تعارض الليبرالية، وما بعد الحداثة، والنظرة العالمية التعددية المستندة إلى القوانين، الأمر الذي يثير قلق النخبة الحاكمة في ألمانيا. ويرى المؤمنون بالتعاون بين أوروبا والولايات المتحدة وكندا، وميركل من ضمنهم، أن ترامب يهز أحد الركنين اللذين تستند إليهما هوية ألمانيا الدولية، وهي العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة. وهذا من شأنه أن يجعل الحفاظ على الركن الآخر مسألة أكثر أهمية طبعاً. وربما يرى الصناعيون الألمان أنه لابد من أخذ جانب اللين مع بريطانيا، خلال مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي. لكن الأرقام الرئيسة في الأعمال التجارية تفيد بأن المصالح الألمانية الاقتصادية تكون في وضع أفضل عند التشدد مع المملكة المتحدة.

ويقول هؤلاء إن خروج بريطانيا يمكن أن يقوي موقف الشعبويين، أمثال المرشحة الفرنسية للرئاسية مارين لوبان، لكنهم يرددون أيضاً اعتقاد ميركل بأن قوة الاتحاد الأوروبي أكثر أهمية من فقدان جزء من التجارة.

 

تويتر