المرصد

صورة عرفات تغلق صفحة «فتح» على «فيس بوك»

قد لا تكون المرة الأولى التي يرتكب فيها «فيس بوك» خطأ في حق الآخرين، فهو يتعامل مع ملايين الصفحات، ويتلقى آلاف الشكاوى بشكل يومي، إلا أن الأمر يتعلق هذه المرة بموقع رسمي للسلطة الفلسطينية وحركة فتح. وخلال الأسبوع الماضي، أغلقت إدارة الموقع صفحة الحركة بعد أن نشرت الأخيرة صورة للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وهو يحمل رشاشاً. وأدركت إدارة الموقع أنها ارتكبت خطأ، وأن الأمر لا يتعلق بـ«التحريض على العنف» أو بشخص خارج عن القانون، وأعادت الأمور إلى مجاريها في نهاية المطاف، فأن تحمل بندقية ليس بالضرورة أنك تتبنى العنف أو تمارسه، هذا ما تعلمته إدارة «فيس بوك» من هذه الواقعة.

وتلقى المسؤولون عن الصفحة، في رام الله، رسالة من «فيس بوك» مفادها أنهم خرقوا قواعد النشر، لذا تعين توقيع عقوبة الإغلاق المؤقت لمدة شهر كامل، إلا أن الموقع الشهير تراجع عن قراره معترفاً بارتكابه خطأ مهنياً. والواقع أنه ما كان الموقع ليغلق الصفحة لولا شكوى وصلته من السلطات الإسرائيلية التي ترى في الكفاح المسلح تهديداً لكيانها ووجودها، فالزعيم الراحل تبنى فترة من حياته مبدأ الكفاح المسلح في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ثم تخلى عنه لاحقاً لصالح السلام.

في الواقع، يعمل الموقع، منذ فترة، مع الحكومة الإسرائيلية لمكافحة المنشورات «التحريضية»، فقد سافر مندوب من «فيس بوك» إلى تل أبيب في سبتمبر، في الوقت الذي كان يسعى الكنيست الإسرائيلي لتمرير تشريعات تجبر وسائل الإعلام الاجتماعية على حذف المحتوى الذي تصفه إسرائيل بأنه يحرض على العنف، وقد وافق المشرعون على القانون بعد القراءة الأولى في يناير.

ومنذ ذلك الوقت، تم إغلاق أكثر من 100 صفحة تابعة لحركة «حماس» وأولئك الذين يصنفون بأنهم متعاطفون معها، في حين تم اعتقال فلسطينيين بتهمة نشر خطاب سياسي «معادٍ» على الإنترنت. شيء جميل أن يكافح الموقع ظاهرة التحريض على العنف، لكن هل يفعل ذلك مع الجميع؟

تلقت إدارة شبكة التواصل الاجتماعي انتقادات لعدم إزالة المشاركات التحريضية التي ينشرها مستخدمون إسرائيليون على الموقع نفسه كما لم تفعل في أماكن ساخنة أخرى من العالم، أم أن الأمر يتعلق بأمن إسرائيل فحسب؟ ليست هذه هي المرة الأولى التي يغلق فيها «فيس بوك» مواقع فلسطينية رسمية وخاصة، بطلب من تل أبيب، لكن هذه المرة وجدت إدارة الموقع نفسها في وضع محرج، لأن سبب حجب الصفحة هو صورة للزعيم الفلسطيني وهو يحمل رشاشاً. لم يكلف المسؤول عن الحجب نفسه بالبحث في سيرة الرجل أو أن يعرف تفاصيل الصورة، لقد استجاب للطلب الإسرائيلي مباشرة. في الواقع لا يعرف عنا الأميركيون الكثير وربما لا يريدون معرفة أي شيء، فالصورة تظهر شخصاً بملامح عربية وبكوفية فلسطينية، ويحمل رشاشاً، إنها ثلاثة تهم تكفي لإغلاق صفحة على «فيس بوك» وربما للاعتقال أيضاً، والتحقيق بشبهة التحريض على العنف والإرهاب.

تويتر