استوحى الاسم من اتفاقية 1951 حول وضع اللاجئين الصادرة عن الأمم المتحدة

«مقهى 1951» في كاليفورنيا يقدّم التوعية بقضية اللاجئين مع القهوة

صورة

لم يكتفِ مقهى «1951 كوفي كومباني»، الذي فتح أبوابه أخيراً في كاليفورنيا، بتقديم المشروبات الساخنة بأنواعها للزبائن، بل أراد عبر توظيفه لاجئين توفير مساحة للتوعية بشأن هذه القضية التي تشغل البلاد.

ويوظف المقهى، الذي أسسته ريتشل تيبر وداغ هيويت، لاجئين من مختلف البلدان، من سورية وبوتان وأفغانستان وأوغندا وإريتريا، يريدون بدء حياتهم مجدداً بعد هربهم من الحروب أو الاضطهاد.

وافتتح المقهى في بلدة بيركلي الجامعية، قبل أيام من إصدار الرئيس، دونالد ترامب، الأمر التنفيذي المثير للجدل بحظر دخول اللاجئين والمسافرين من سبع دول ذات أكثرية مسلمة، الأمر الذي أثر في السكان، فبدأوا يتوافدون بكثافة إلى المقهى، تعبيراً عن تضامنهم، في حين يتذوقون نكهات القهوة المختلفة.

قالت (تيبر - 34 عاماً) «لم يكن التوقيت جزءاً من خطتنا على الإطلاق، لكن المكان يعج بالزبائن منذ افتتاحه»، وباتوا يتوافدون إليه بانتظام في الصباح»، وتابعت: «بالعادة تخسر المقاهي المال عند الافتتاح، لكننا سعداء جداً لاستجابة الزبائن».

ملاذ

أكد عدد من الموظفين أن المقهى أحيا الأمل لديهم، بعد أن وجدوا أنفسهم في صلب جدل حاد أثناء محاولة إعادة بناء حياتهم.

وقال نيكولاس ويبازا (23 عاماً) وهو لاجئ من أوغندا وصل إلى بيركلي قبل ثلاثة أشهر، إن المكان أصبح «بمثابة ملاذ»، مضيفاً: «أشعر بالارتياح هنا، إنه أكثر من مكان سلام، هنا عائلتي، كل منا يتفهم الآخر». أما (رنا)، التي غادرت سورية برفقة والديها وثلاثة إخوة ووصلوا إلى الولايات المتحدة قبل عامين، فقالت إنها صدمت من موقف إدارة ترامب ضد اللاجئين. وطلبت الشابة، البالغة 18 عاماً، عدم استخدام اسمها الحقيقي. وأضافت الشابة، التي تطمح إلى دراسة الطب: «شعرت بالذعر بعد صدور الأمر التنفيذي، إن كانت أميركا لا تريدنا، فإلى أين سنذهب؟»، تابعت السورية الشابة، التي كان والدها يملك مصنع ملابس ويشغل 50 موظفاً في سورية قبل اندلاع الحرب، أن الدعم المستمر الذي أبداه الزبائن في (1951) أسهم في طمأنتها، وقالت إن «المجتمع هنا متسامح جداً، والكل يفهم أننا بشر مثلهم».

ويرى تيبر وهيويت، الموظفان السابقان في «لجنة الإنقاذ الدولية» التي تساعد اللاجئين على الاستقرار، أن المقهى وسيلة مناسبة لتوعية الجمهور بشأن قضية تستحوذ على الاهتمام في البلاد حالياً.

واستوحي اسم المقهى من اتفاقية 1951 حول وضع اللاجئين، الصادرة عن الأمم المتحدة، فيما اشتمل تصميمه الداخلي، بألوان القهوة، على حائط يخط بالموزاييك رحلة من رحلات المعاناة التي يعيشها اللاجئون.

من تلك العناصر إلى الموظفين المتخصصين في فنون القهوة يسعى المقهى إلى نقل رسالة جدية إلى زبائنه بشأن اللاجئين.

وقالت سوزان ييزل (57 عاماً) في زيارتها الثانية إلى المقهى «أعتقد أن الفكرة ممتازة، وسط الكم الهائل من التطورات السياسية السلبية هذا شيء صغير ومنتج وإيجابي يمكنني فعله».

«بشر كغيرهم»، هذا ما قالته موريام شاودري (21 عاماً) الطالبة الجامعية في علم الأحياء، إنها تأتي كل يوم تقريباً إلى المقهى برفقة زملائها، وهذه طريقتها للتعبير عن موقف سياسي مع كل رشفة قهوة.

وأضافت الطالبة المحجبة: «علينا كمسلمين أن نتساعد، خصوصاً في هذه الأيام»، مشيرة إلى أن «الكثيرين تنقصهم التوعية بشأن اللاجئين، حتى إنهم لا ينظرون إليهم كبشر بل كإرهابيين»، وتابعت: «لكن في بيئة كهذه تجعل الآخرين يرونهم بشراً».

يتلقى كل من موظفي (1951) الـ10 حالياً تدريباً لمدة أسبوعين على أسس تحضير القهوة وأنواعها إلى جانب أصول خدمة الزبائن.

ويهدف ذلك إلى تزويد اللاجئين بمهارات كفيلة بجعلهم قادرين على العمل في مهنة إعداد القهوة لتحقيق الاستقلالية في بلدهم الجديد.

وقالت تيبر: «كل شركات تحميص وتوزيع وتغليف القهوة لديها مكتب في منطقة خليج سان فرانسيسكو، في قطاع لا يتطلب العمل فيه عادة إجراءات ترخيص أو تدريب مكلفة».

وأشار هيويت إلى انتشار المقاهي العصرية في منطقة خليج سان فرنسيسكو التي تشكل أحد معاقل الليبرالية السياسية، وسائر أرجاء البلد، ما يوفر فرصة للمتدربين للحصول على وظيفة.

وقال: «بالنسبة إلى الذين لم يتلقوا تعليماً وافياً، أو ليست لديهم مهنة ويريدون انطلاقة جديدة، نأمل أن يشجعهم هذا المشروع ويساعدهم في تعلم مهنة رائعة».

تويتر