«فراس» مهاجر إلى كندا و«إيلا» تعيش في الولايات المتحدة

حظر الهجرة يمنع لقاء مواطنة أميركية وخطيبها السوري

مظاهرة في نيويورك للترحيب باللاجئين السوريين. أرشيفية

التقت المواطنة الأميركية، إيلا ويند، خطيبها (فِراس) في سورية، قبل اندلاع الحرب الأهلية التي مزقت أواصر البلاد.

وفي بداية الأحداث عام 2011، غادرت هي بينما ظل هو في سورية لاستكمال دراسته الجامعية، والآن سيفرّق حظر الهجرة الذي فرضه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بينهما مجدداً.

وحالياً يعيش (فراس) في كندا، بعدما ربحت أسرته تأشيرة عبر اليانصيب وتمكن من الهجرة. أما (إيلا) فتدرس في نيويورك للحصول على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع.

ويخطط الخطيبان للانتقال للحياة معاً قريباً، وحتى ذلك الحين يسافران كثيراً ويلتقيان سوياً.

تقول (إيلا - 26 عاماً) «لديه تأشيرة سفر للولايات المتحدة، وسبق أن جاء ثماني مرات إلى نيويورك، وتوجهنا معاً إلى فلوريدا لزيارة والديّ».

ويعني القرار التنفيذي، الذي وضعه ترامب موضع التنفيذ مطلع الأسبوع، أن تأشيرته أصبحت في الواقع عديمة الفائدة.

وبدلاً من كفالة (إيلا) لـ(فراس - 29 عاماً) ليأتي للولايات المتحدة، فإن عليهما الآن أن ينتظرا حتى يصبح هو مواطناً كندياً، وبعدها يمكن له هو أن يكفلها في كيبيك بكندا. وتوضح: «هذا يعني أني لن أعيش في الدولة التي أنتمي إليها، وشريكي لا يستطيع القدوم إلى بلدي».

ومرت الأيام الماضية، منذ إعلان حظر دخول مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة للولايات المتحدة، عليهما شاقة ومجهدة، حيث يجريان اتصالات هاتفية مع محامين ومسؤولين حكوميين وجماعات قانونية، مثل مركز المشورة القانونية في جامعة مدينة نيويورك.

وتقول: «من الصعب جداً الإلمام بجميع المعلومات».

وكان الهدف المعلن للقرار التنفيذي هو وقف «الإرهاب الإسلامي المتطرف»، إلا أن «فراس مسيحي ومع ذلك فهو ممنوع».

وكان ترامب تعهد بأن واشنطن ستزيد الدعم لمسيحيي الشرق الأوسط، إلا أن حظر الهجرة كانت له الأسبقية على هذه الخطط.

وكانت مصادر أمنية لبنانية قالت في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إنه تم منع أسرة مسيحية من صعود طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة وأعيدت إلى سورية.

تقول (إيلا): «ليس لدي فكرة كيف يفكرون في تمييز المسيحيين من المسلمين بأي طريقة شاملة أو قاطعة».

ورغم ذلك، ترى (إيلا) أنهما محظوظان، وتقول:«لدينا خيار الذهاب إلى كندا، إذ إن لدينا أصدقاء ظروفهم أسوأ».

ومن بين هؤلاء الأصدقاء، كاثرين باليه، من ولاية إيداهو، التي تزوجت (بشار) قبل أسبوعين فقط من تنصيب ترامب. والتقيا في تركيا، حيث تقوم بتدريس اللغة الإنجليزية في إحدى الجامعات المحلية.

و(بشار) مولود في اللاذقية على سواحل سورية، ويعمل عازف غيتار ومغنياً. وانتقل إلى تركيا عام 2014، وأسس فرقة موسيقية تمزج بين الموسيقى المحلية العربية والنكهة التركية.

وقامت فرقته بجولة في الولايات المتحدة قبل أسبوع من انتخاب ترامب، استمرت 10 أيام، انتقلت فيها من نيويورك إلى ولاية تينيسي. وطالما ظل الأمر التنفيذي سارياً فإنه لا يمكنه مطلقاً العودة مجدداً.

وقال بابتسامة المدرك لما يقول: «لا أستطيع تقريباً أن أذهب إلى أي مكان بجواز سفري السوري»، وأومأت هي برأسها مصدّقة على كلامه، بينما كانا يأكلان الفلافل بمطعم سوري صغير في إسطنبول.

• ترى (إيلا) أنها وخطيبها محظوظان، وتقول: لدينا خيار الذهاب إلى كندا، إذ إن لدينا أصدقاء ظروفهم أسوأ.

تقول كاثرين: «لا يمكننا السفر إلى الدول نفسها»، فبينما تسمح إيران بدخول السوريين، مثلاً، فإن المواطنين الأميركيين ممنوعون الآن من دخول البلاد في إطار المعاملة بالمثل، رداً على الحظر الذي يشمل الإيرانيين.

ولاتزال أسرة بشار تعيش في اللاذقية، وبما أن تركيا لم تعد تصدر تأشيرات للسورين، فإنها لا تستطيع القدوم للزيارة.

وقال (بشار): «إذا عُدت إلى سورية فسيجندونني على الفور في الجيش» للقتال بصفوف القوات الحكومية في الحرب الأهلية.

تقول (كاثرين): «إنه أمر محبط حقاً، عائلاتنا قد لا تلتقي أبداً»، فوالدتها لن تأتي إلى تركيا وسط توتر الأوضاع الأمنية.

يقول (بشار): «أنا فخور جداً بفرقتي، تزوجت أخيرا بعد أن التقيت بكاثرين، إلى حد ما الأمور جيدة فعلاً»، لكنه أضاف سريعاً: «لقد كانت الأمور صعبة حقاً».

إنهما يريدان فقط الآن أن يكونا قادرين على الاستقرار سوياً، بصورة قانونية، في دولة آمنة من دون حروب ولا تفجيرات ولا اضطهاد سياسي.

تويتر