التصريح عن تضامنه مع الرئيس الأميركي زاد من سوء موقفه

دعم نتنياهو لترامب يسبب له المشكلات

صورة

عندما أرسل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تغريدة تهدف إلى دعم خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإقامة جدار على طول الحدود المكسيكية مع الولايات المتحدة، لم يكن نتنياهو يتوقع مطلقاً أن يكون الرد عليه 40 ألف تغريدة مقابلة، وأن تسبب له رد فعل عنيفاً في الداخل والخارج. ويعاني نتنياهو أصلاً أسوأ الضغوط التي شهدها خلال 11 عاماً كرئيس حكومة، حيث تقوم الشرطة باستجوابه في تحقيقين جنائيين يتعلقان بإساءة استخدام السلطة، إلا أن التصريح عن تضامنه مع ترامب ربما زاد من سوء موقفه.

ترامب أظهر منذ الآن استعداده لغض الطرف عن بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، التي نالت انتقادات إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مراراً.

وتم إرسال التغريدة من موقعه الشخصي قبل وقت قصير من انتهاء عطلة السبت اليهودي رسمياً، وكانت تنطوي على معانٍ واضحة تماماً، إذ إنها تشير إلى الجدار الحديدي الذي أنشأه نتنياهو على حدوده مع مصر، بهدف منع المهاجرين الفارين من الصراعات في إفريقيا، بما فيها الصومال، والسودان وإريتريا. وأنشأت إسرائيل جداراً من الإسمنت المسلح على طول حدودها مع الضفة الغربية المحتلة، الذي قالت إنه يهدف إلى منع المسلحين من العبور إلى إسرائيل. وينظر الفلسطينيون إلى الجدار، الذي أثار إدانة دولية، باعتباره طريقة لسرقة مزيد من الأراضي الفلسطينية.

من ناحية أخرى، فإن انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة كان بمثابة الهدية التي جاءت إلى نتنياهو من السماء، إذ إنه للمرة الأولى خلال أربع فترات من وجوده في منصب رئيس الحكومة يصل إلى البيت الأبيض رئيس جمهوري. وإضافة إلى أن الجمهوريين يعتبرون أكثر قرباً من ائتلاف نتنياهو اليميني من الناحية الأيديولوجية، إلا أن ترامب أظهر منذ الآن استعداده لغض الطرف عن بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، التي نالت انتقادات إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مراراً، الأمر الذي ألقى بظلال من الشك على العلاقات الإسرائيلية الأميركية.

من ناحية أخرى، فإن ترامب لاعب لا يمكن توقع تصرفاته، إذ خلال تسعة أيام من وجوده في السلطة، زرع الانقسام في شتى أنحاء الولايات المتحدة، كما أنه سبب الصدمة لعواصم دول العالم قاطبة، إثر إصداره العديد من القوانين التنفيذية، التي تخالف عقوداً من السياسة الأميركية.

وكان رد الفعل السلبي على تغريدة نتنياهو، التي رد عليها ترامب، وأثار من الانتباه إليها أكثر مما تسببه تغريدات نتنياهو عادة، قد بدا وكأنها إشارة مبكرة إلى الخطر الذي يواجهه نتنياهو بعد وضع نفسه في الخانة ذاتها مع ترامب. وشعرت الحكومة المكسيكية بالغضب من إقحام نتنياهو نفسه في مسألة تعتبر قضية ثنائية بينها وبين أميركا. وقالت وزارة الخارجية في بيان لها «أعربت وزارة الخارجية للحكومة الإسرائيلية، عبر سفيرها في مكسيكو، عن دهشتها، ورفضها وخيبة أملها العميقة من الرسالة التي بعث بها نتنياهو». وأضاف البيان «المكسيك دولة صديقة لإسرائيل، ويجب التعامل معها على هذا الأساس من قبل رئيس الحكومة نتنياهو».

وتخلى السفير الإسرائيلي، دان شابيرو، الذي خدم في أميركا خلال إدارة أوباما عن دبلوماسيته، ليسأل عن دوافع نتنياهو التي جعلته يرسل مثل هذه التغريدة. وكتب شابيرو على تويتر «يصعب أن نفسر أسباب هذا التدخل في مناقشة ساخنة حول قضية محلية في السياسة الأميركية، إلا إذا كان ذلك طلباً من ترامب، حول مسألة نتنياهو نفسه يريدها». وأضاف شابيرو أنه ربما يرجع ذلك إلى وعود ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل ابيب إلى القدس المحتلة. وقال شابيرو «بالنسبة لي فإنني أرى أن ترامب يضغط على نتنياهو بقوة».

 

تويتر