السياسة الأميركية أعطت الرئيس حق الكلمة الفصل في استخدامها

الطائرات بدون طيار.. سلاح أوباما لاغتيال الأعداء

صورة

إذا كنت تكره الرئيس الأميركي، باراك أوباما، فإن الطريقة المثلى لتوجيه الانتقاد إلى سياسته الخارجية، هي التركيز على استخدامه الطائرات بدون طيار، من أجل قتل أعداء الولايات المتحدة، في أجزاء تعمها الفوضى في الشرق الأوسط والصومال. وعمد أوباما، الذي دخل إلى البيت الأبيض، وهو يتعهد بتحسين وجه أميركا في العالم، إلى استخدام تقنيات الاغتيالات الدولية بصورة كبيرة، والتي كانت تبدو أنها غير مقيدة لا بالقانون المحلي، ولا القانون الديمقراطي، وإنما بالتكاليف أو المتاعب.

سيتعين على الكونغرس أن يجمع كلمته، ويطالب بحقه في الموافقة على أي التهديدات، التي يحق للرئيس استخدام الطائرات بدون طيار ضدها.

وتعتبر الطائرات بدون طيار في القرن الـ21، بمثابة القنبلة النووية في القرن الـ20، والقوس والنشاب في القرن الـ12، وهي فئة جديدة من الأسلحة، تسبب كابوساً مخيفاً من سفك الدماء، يتزايد على نحو عشوائي، وهي فكرة يبدو أنها تدعو إلى إقامة محرمات جديدة.

ومن وجهة نظر البريء والمدني، الذي يمكن أن يتعرض للقتل بهجمات الطائرة بدون طيار، فإن الرعب الذي تسببه هذه الطائرة يكون معادلاً لما ينجم عن القصف العادي، سواء تم بالطائرات، أو بالسفن الحربية، أو المفجرين الانتحاريين. وبالطبع فإنه لن يريح الميت إذا عرف أن قتله تم بعد موافقة لجنة مستقلة، أو جاء استناداً إلى محاكمة سرية.

لكن منذ أن قام الفرع التشريعي من حكومة الولايات المتحدة، برفع موضوع استخدام الطائرات بدون طيار إلى الرئيس الأميركي ليستخدمه بصورة شخصية، ومنذ أن بات من الصعب تفويض سلطة الاغتيال حتى ضمن القيادة التنفيذية، أصبحت الطائرات بدون طيار تتميز بنزعة فلسفية، لتحديد هيكلية الإمبراطورية الأميركية.

وكانت الصدفة، هي التي جعلت المحامي أوباما رئيساً، في الوقت الذي وصلت فيه تقنية الطائرات بدون طيار الأميركية إلى حالة متطورة من الأداء. وبالنظر إلى أن المؤرخين يواصلون الحصول على مداخل غير علمية لبدائل الحقائق، فإنه ليست هناك طريقة لمعرفة ما إذا كانت خيارات أوباما بشأن الطائرات بدون طيار، عملت على تحسين العالم أو العكس.

ويمكن إحصاء عدد الأموات، رغم أن تقديرات البيت الأبيض للموتى من المدنيين، أقل بكثير من الذين يتم إحصاؤهم من قبل جهات مستقلة. ويتساءل النقاد عما إذا كنا نعرف من هم بالضبط (المدنيون)، وفي واقع الحال فإن ذلك يأخذ أوباما إلى موضوع آخر، هو الموتى غير المقصودين أو المدنيون السياسيون، الذين لم يشكلوا أي تهديد للولايات المتحدة.

ولطالما يعتقد السياسيون أن التاريخ سيكون لطيفاً معهم، وعندما تصبح سجلاتهم ومشكلاتهم وخياراتهم معروفة للجميع، ويتم الحكم على صدقهم، سيسامحهم الجميع حتى على أخطائهم الكبيرة، ويبدو أن الرئيس أوباما لا يختلف عنهم.

والأسلحة مثل الطائرات بدون طيار، والأسلحة التي تتسم بنوعية جديدة بالمطلق، تشكل عبئاً لا يمكن التساهل معه، لكن مستقبل حرب الطائرات الأميركية بدون طيار يبقى غامضاً، وسيتعين على الكونغرس أن يجمع كلمته، ويطالب بحقه في الموافقة على أي التهديدات، التي يحق للرئيس استخدام الطائرات بدون طيار ضدها.

واستناداً إلى التقاليد القوية للسياسة الخارجية في الولايات المتحدة، فإن الرئيس سيحتفظ بالحق الأخير في الكلمة الفصل، لكن بمشاركة الكونغرس فإن الرئيس الأميركي سيبدو أنه القاتل المجرم. وكما هي الحال في نظام الرعاية الاجتماعية، سيظهر هناك شرط أخلاقي فضفاض، يفيد بأنه يجب على الرئيس الحصول على الموافقة الدولية الشكلية، لاستخدام الطائرة بدون طيار.

واستناداً إلى تاريخ أوباما، فإن استخدام الطائرات بدون طيار في مثل هذه الأوضاع الحالية لا يمكن مقاومته، ولا يمكن المناقشة فيه، إذا كان البديل عنها هو إبادة أقلية دينية أو مجموعة عرقية. وبالطبع فإنه سيربح النقاش، إذا كان البديل تفجير مراكز التسوق الأميركية وملاعب كرة القدم.

تويتر