المرصد

دونالد ترامب يقمع الصحافة

ذكرت تقارير صحافية أن إدارة الرئيس المنتخب ترامب، يمكن أن تبعد الصحافيين عن البيت الأبيض، وذلك بعد أن وصف أحد كبار المسؤولين في الإدارة المقبلة الصحافيين بأنهم «حزب معارضة»، ويجب إبعادهم. ومن المعروف أنه توجد قاعة في البيت الأبيض مخصصة للصحافيين، حيث يقدم لهم السكرتير الصحافي للرئيس يومياً معلومات جديدة عما يجري في العالم، ورأي الإدارة فيها، كما أن الرئيس يعقد مؤتمراته الصحافية فيها. لكنّ مستشاري الرئيس ترامب يدرسون إمكانية وضع ترتيبات معينة في القاعة الصحافية، عندما يتوقعون أن تكون التغطية الصحافية معادية للإدارة.

واستغل الرئيس ترامب، الأسبوع الماضي، نشر شركة «بازفيد» الإعلامية أخباراً عن علاقته مع روسيا المثيرة للجدل وغير المؤكدة، للنيل من صدقية الإعلام. ودعا ترامب، الذي كان يتحدث في أول مؤتمر صحافي يجريه، بعد فوزه في الانتخابات، تقرير «بازفيد»، الذي قالت الشركة إن مصدره ضابط مخابرات بريطاني سابق، وإنه أخبار كاذبة، و«أشياء زائفة»، وقال ترامب مشيراً إلى «بازفيد»، و«سي إن إن»، التي نشرت التقرير أيضاً، إن «هذه الأخبار المزيفة، تم التركيز عليها من قبل مجموعة معينة، إضافة إلى محطة تلفزيونية إخبارية».

وقال ترامب، في انتقاد حاد لـ«سي إن إن»، إنها تخلت عن أسلوبها المعهود، كي تنشر تقريراً أخذته عن مجموعة «بازفيد»، التي دعاها بـ«كومة قمامة متهالكة»، ورفض ترامب الرد على سؤال مراسل محطة «سي إن إن»، جيم أكوستا، وقال له بحدة: «محطتك فظيعة»، ووصفها بأنها تنشر «أخباراً كاذبة». وكان السكرتير الصحافي للرئيس ترامب، شين شبايزر، أكثر قوة في انتقاده لتقرير «بازفيد» ووصف الشركة بأنها «مدونة يسارية»، وقال شبايزر «هذا التقرير الذي نشرته (باز فيد) يعتبر مشيناً، وغير مسؤول لهذه المدونة اليسارية، التي أبدت عداءها بصورة جلية تماماً لحملة الرئيس المنتخب ترامب»، وكان التقرير يتحدث عن أن ترامب يتقرب من الروس، لأن لديهم أدلة ضده يمكن أن تسبب فضيحة له، دون ذكر تفاصيل مؤكدة من التقرير.

ومن الواضح أن الرئيس ترامب، الذي عاش كل حياته في دولة ديمقراطية، لا يعرف بالضبط معنى هذه الكلمة، كما أن ردة فعله على «سي ان ان»، وغيرها من منتقديه، ومن الصحافة بصورة عامة، تثبت عدم تقبله للرأي الآخر.

ويظهر سلوك الرجل، منذ حملته الانتخابية، أنه رجل معتدٌّ جداً برأيه، ولا يقبل أي انتقاد، سواء كان من أصدقائه أو من معارضيه، وبناء عليه يتوقع أن يحكم ترامب الولايات المتحدة على طريقة الحكام الدكتاتوريين في العالم، حيث يلجأ إلى ملاحقة منتقديه والزج بهم في السجون دون تهمة. وعلى الرغم من أن مراسل «سي إن إن» حاول أن يشرح له أسباب نشر التقرير في محطته، مؤكداً له أنه ليس هناك ضغينة له من قبل المحطة، إلا أنه رفض أن يستمع إلى ما يقوله الرجل، إذ إن ترامب كان يرفض حتى سماع أي سؤال ينطوي على انتقادات، أو أنه لا يروق له سماعه. وربما يصل به الأمر إلى رفض التعامل مع الصحافة بصورة كلية، اتقاءً لسماع أي كلمة انتقاد بحقه، أو إزاء سلوكياته وقراراته، التي يعتقد جازماً أنها صحيحة، ولا تقبل النقاش، كما اعتاد التعامل مع موظفيه في إمبراطوريته العقارية.

تويتر