خلال الأعوام الثلاثة المقبلة

60 % من أثرياء الصين يخططون للاستثمار خارج بلادهم

المدن الأميركية الكبيرة هي المفضلة للاستثمار لدى أثرياء الصين. أرشيفية

يخطط 60% من أثرياء الصين للاستثمار في العقارات خارج بلادهم، خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، حيث تمثل ثلاث من المدن الأميركية الشهيرة، هي لوس أنجلوس، وسان فرانسيسكو، وسياتل، الوجهات الأكثر شهرة واهتماماً لدى هؤلاء الأثرياء، حسب إحصائية نشرت أخيراً.

يجمع معظم الأثرياء تقريباً على اختيار أميركا الشمالية، كوجهة يريدون الهجرة إليها، والعيش فيها مع عائلاتهم.

80 %

من الأشخاص، الذين شاركوا في الاستطلاع، قاموا باستثمار جزء من أموالهم في إشباع هواياتهم.

ويتطلع العديد من أثرياء الصين إلى استثمار أموالهم في عقارات أجنبية، والعيش خارج بلادهم، رداً على هبوط قيمة العملة الصينية (يوان)، إضافة إلى الارتفاع الفاحش في أسعار العقارات المحلية في السوق الصينية.

وقال 56% من أكثر الصينيين ثراء إنهم شعروا بالقلق من استمرار خفض قيمة العملة الصينية (يوان)، الذي تراجع بنسبة 10% من قيمته إزاء الدولار منذ الصيف الماضي، وذلك حسب التقرير السنوي المعروف بـ«الهجرة وثروات الأشخاص الصينيين عام 2016»، وهو تقرير سنوي، يتم وضعه بالاشتراك بين مجلة هورون ريبورت وكانسلتنغ «فيزا».

وأعد التقرير إثر محادثات بين 240 شخصاً ثرياً، يملك كل منهم ثروة شخصية تبلغ في المتوسط 27 مليون دولار، في الفترة بين أغسطس وأكتوبر الماضيين. وهؤلاء الأشخاص إما أنهم هاجروا من الصين الآن، أو أنهم يخططون لذلك. وقال كبير الباحثين في مجلة هورون ريبورت، روبرت هوجيفويرف، إن «إضعاف قيمة اليوان والقلق بشأن احتمال حدوث فقاعة عقارية في مدن الصين من الدرجة الأولى، دفعا الأثرياء الصينيين إلى التفكير بصورة أكثر جدية في الاستثمار والهجرة خارج الصين». ومنذ عام 2011، ازدادت أسعار العقارات بنسبة 205% في مدينة شنجين، و94% في شنغهاي، حسب موقع بلومبيرغ الاقتصادي، وهذه النسبة تتفوق بكثير على المدن الأخرى، التي سجلت ارتفاعاً كبيراً في أسعار العقارات، بما فيها سان فرانسيسكو، ولندن، ولوس أنجلوس. وقال هوجيويرف إن ثمة 1.34 مليون ثري صيني، تبلغ ثروة كل منهم 10 ملايين «يوان»، أو أكثر «60% منهم أي ما يعادل 800 ألف شخص، من المرجح أن يقوموا بالاستثمار العقاري في مدن خارج الصين، خلال الأعوام القليلة المقبلة»، ومن بين الوجهات المفضلة لدى هؤلاء المستثمرين مدن الولايات المتحدة، التي تأتي على رأس القائمة، تتلوها بعد ذلك مدن في بريطانيا وكندا، وأستراليا وسنغافورة.

وقال الشريك في مؤسسة فيزاز كانسلاتنغ، ديفيد تشين، والتي تقدم خدمات استشارة الهجرة حول العالم «عند الأخذ بعين الاعتبار تعليم الأطفال، والبيئة المعيشية، والحاجة إلى الحفاظ على الأصول، يجمع معظم الأثرياء تقريباً على اختيار أميركا الشمالية كوجهة يريدون الهجرة إليها، والعيش فيها مع عائلاتهم» وتم اختيار مدينة لوس أنجلوس الأميركية من قبل 17.5% من الذين شاركوا في الاستطلاع، ولم تتغير هذه النسبة منذ عام تقريباً، وتتلوها مدينة سان فرانسيسكو، التي صوت لها 13.25% من المشاركين، ثم جاءت سياتل بنسبة بلغت 12.8%، ومن ثم نيويورك بنسبة بلغت 11.6%.

وكان 1.1% من المشاركين في الاستطلاع، قد اختاروا الاستثمار والهجرة في مدينة هونغ كونغ، بعد أن كانت هذه النسبة سابقاً 2.2% للأثرياء، الذين اختاروا هذه المدينة كوجهة بديلة عن الصين، يفضلون الانتقال إليها في العام الماضي.

تجدر الإشارة إلى أن الأشخاص، الذين شاركوا في هذا الاستطلاع، قد استثمروا نحو 15% من ثرواتهم في عقارات بمدن تقع في ما وراء البحار، سعياً وراء تقليل المخاطر، وإجراء تحضيرات لأطفالهم في ما وراء البحار، من أجل الدراسة أو الهجرة. وكانت خياراتهم في الاستثمار متحفظة إلى حد ما، حيث اقتصرت على ودائع من العملة القابلة للتبديل، والصناديق المشتركة ومنتجات التأمين، التي تهيمن على أكبر حصص استثمار الأثرياء الصينيين، حسب ما ذكر التقرير. وقال نحو 80% من الأشخاص، الذين شاركوا في الاستطلاع، إنهم قاموا باستثمار جزء من أموالهم في إشباع هواياتهم، بما فيها الأعمال الفنية واللوحات التي رسمها مشاهير الفنانين العالميين، إضافة إلى الساعات الفاخرة، والطوابع، والمشروبات والسيارات الكلاسيكية، التي يعتبر اقتناؤها من الهوايات الرائعة لمحبي السيارات.

تويتر