روسيا والصين غير معجبتين بها

سياسة أوباما الخارجية كانت أخطاءً متواترة

أوباما اعتقد أن إدارته جعلت العالم أفضل مما كان عليه قبل وصوله إلى السلطة. أ.ب

عندما سيخرج الرئيس الأميركي، باراك أوباما، من البيت الأبيض سيعيش في منطقة ليست بعيدة كثيراً في 2340 ستريت، حيث عاش الرئيس الأميركي السابق وودرو ويلسون، لمدة ثلاث سنوات بعد خروجه من البيت الأبيض. وكان الفشل المرير لسياسة ويلسون الخارجية ناجماً عن رفض الكونغرس مشاركة الولايات المتحدة فيما كان يجسد طموحات ويلسون، وهي عصبة الأمم. وسيترك أوباما البيت الأبيض بهدوء، وهو يقول جازماً: «جميع دول العالم تقريباً ترى أميركا الآن أكثر قوة واحتراماً، مما كانت عليه قبل ثماني سنوات».

لكن ثمة دولتان لم يعجبهما ما قاله الرجل، هما روسيا التي تعمل على تفتيت أوكرانيا، والصين التي تنتهك القانون الدولي عن طريق تحويل أحد أهم الممرات المائية في العالم، بحر جنوب الصين، إلى منطقة عسكرية صينية.

سيترك أوباما البيت الأبيض، وهو يقول: «العالم يرى أميركا الآن أقوى مما كانت عليه من قبل».

وكانت سياسات أوباما، التي أوصلت أميركا إلى قمة الإعجاب، كما يراها هو، عبارة عن خليط من العناصر الويلسونية وأخرى مضادة لها. وكان طموح ويلسون الأكبر للولايات المتحدة القيام بإعادة ترتيب العالم، بصورة تجعل من غير الضروري أن تكون لها طموحات كبيرة. وأعتقد أن أميركا يمكن أن تعيش حياة مريحة، بعد أن كتبت الدبلوماسية المضنية قواعد اللعبة لدول العالم.

ويعتقد كثير من التقدميين بمبدأ الحياة الاجتماعية الطبيعية للبشر، وهم أخذوا ذلك من الفيلسوف جون لوك، الذي كان مفضلاً لدى المؤسسين الأوائل للولايات المتحدة، في حين أنهم رفضوا تعليماته حول الحقوق الطبيعية. وهذا دفعهم إلى الاعتقاد أن السلام بين الدول طبيعي وعفوي، أو أنه سيكون كذلك، إذا قامت الدول الأخرى بتطهير عقولها من الخرافات التي تحول دون معرفتهم للشرعية العالمية، والمنافع المثبتة للمبادئ الأميركية. وقال ويلسون إن هذه المبادئ يحملها التقدميون من النساء والرجال في شتى أنحاء العالم. وكذلك كل «دولة متحضرة»

ويبدو أن أوباما متشكك في أن أميركا لديها الكثير، الذي ستعلمه للعالم، في مرحلة ما بعد حرب العراق.

وعلى الرغم من أنه لا الحرب الأهلية الإنجليزية، ولا الأميركية، ولا الروسية، ولا الإسبانية ولا الصينية، قد انتهت عبر المفاوضات، إلا أن أوباما اعتقد أن الحرب المعقدة والعبثية في المجتمع السوري الطائفي والقبلي، يمكن أن تنتهي عن طريق الدبلوماسية.

والحقيقة أن العالم أصبح الآن أكثر فوضى وانعداماً للقانون، مما كان عليه قبل أن يتسلم أوباما السلطة، وهي ليست غلطته وحده.

وكانت سياسة أوباما الخارجية تفترض وجود «مجتمع من الدول»، لكن هذه الجملة مبتذلة وعاطفية، وتنطوي على التناقض.

وكان ثاني أسوأ خطأ ارتكبه أوباما، بعد إعلان «الخط الأحمر»، حول الأسلحة الكيماوية في سورية ومن ثم تجاهله، هو انخراط الجيش الأميركي في تغيير النظام في ليبيا. وربما كانت هذه المغامرة تروق له، لأنها لم تكن ملطخة بأي علاقة واضحة مع المصالح القومية الأميركية. ونفذ تلك المغامرة عن طريق «القيادة من الخلف»، التي وصفها بأنها قوات أميركية «تطوع معها آخرون لتنفيذ مهمات» في ليبيا. وأخيراً، فإن السياسة الخارجية في واشنطن سينفذها رجل، قال عام 2010، إن صاحب موقع «ويكيليكس»، جوليان أسانغ، يستحق عقوبة الإعدام، إلا أنه يثق الآن بأسانغ في موضوع تهمة الروس بالقرصنة على الانتخابات الأميركية، أكثر من ثقته بالمؤسسات المخابراتية المدنية.

تويتر