نفى امتلاك موسكو معلومات محرجة عنه

ترامب يندد بحملة ضده حول علاقاته مع روسيا

الرئيس الأميركي المنتخب أكد أن روسيا لم تحاول مطلقاً ممارسة ضغوط عليه. أ.ب

نفى الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، بغضب، أمس، أن يكون تعرض لضغوط روسية، بعد نشر وسائل الإعلام مذكرة من أجهزة الاستخبارات الأميركية، تفيد بأن روسيا تملك ملفات محرجة ضده، وسط جدل حول علاقاته مع روسيا.

وكتب ترامب على «تويتر»، أمس، «إن روسيا لم تحاول مطلقاً ممارسة ضغوط عليّ، لا علاقة لي بروسيا، لا يوجد عقد ولا قروض ولا شيء على الإطلاق!».

وهاجم الرئيس الأميركي الـ45، مرة جديدة، أجهزة الاستخبارات الأميركية، وقد أثار استياءه نشر موقع «بازفيد» أول من أمس، وثيقة من 35 صفحة، لم يتم تأكيد صحتها، تفيد بشكل مفصل عن روابط بين أوساطه والكرملين.

الروس لم يمارسوا القرصنة ضدّ حملة ترامب

أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، جيمس كومي، أول من أمس، أن قراصنة المعلوماتية الروس الذين سعوا الى التدخل في الحملة الانتخابية الرئاسية لم يمارسوا القرصنة ضد فريق حملة دونالد ترامب.

وأوضح كومي متحدثاً امام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي أن الروس دخلوا أجهزة كمبيوتر تابعة لحملة ترامب على صعيد محلي، أو على مستوى ولايات، ولكن ليس على مستوى وطني.

وقال: «لا نملك أي مؤشر الى أن حملة ترامب تعرضت للقرصنة» على المستوى الوطني.

لكنه أوضح أن الروس اعترضوا في المقابل معلومات للحزب الجمهوري، هي عبارة عن رسائل إلكترونية «لم تكن مستخدمة». وتابع كومي أن المعلومات التي تم جمعها كانت «قديمة».

وتتهم أجهزة الاستخبارات الأميركية فلاديمير بوتين، والحكومة الروسية، بإطلاق حملة لتقويض العملية الديمقراطية الأميركية، وتعزيز فرص فوز دونالد ترامب.

ورغم نفي الكرملين لهذه الاتهامات، فرضت إدارة باراك أوباما التي ستسلّم الحكم لترامب في 20 يناير، عقوبات على روسيا عبر طرد 35 دبلوماسياً اعتبرتهم جواسيس.

من جهته، شكّك ترامب في اتهامات الاستخبارات، لكنه امتنع عن انتقادها بشكل مباشر.

• ترامب اعتبر أن سماح وكالات الاستخبارات بتسريب الملف الروسي أمر «مخزٍ».

وكتب ترامب أن «وكالات الاستخبارات كان يجب ألا تسمح أبداً بتسريب هذه المعلومات الخاطئة للشعب، آخر ضربة ضدي، هل نحن نعيش في ألمانيا النازية؟».

إلى ذلك، اتهم ترامب في مؤتمره الصحافي الأول منذ أشهر، أمس، وكالات الاستخبارات الأميركية بتسهيل تسريب الملف الروسي، معتبراً ذلك أمراً «مخزياً».

وقال متطرقاً إلى ما كشفته وسائل الإعلام عن وجود معلومات استخباراتية تتحدث عن ملفات روسية تشكل خطراً عليه، «أعتقد أنه أمر مخزٍ، مخزٍ، أن تسمح وكالات الاستخبارات (بنشر) معلومات تبين أنها مغلوطة وخاطئة».

وكانت وسائل إعلام عدة كشفت، أول من أمس، عن وجود «وثيقة من 35 صفحة» تتضمن معلومات محرجة لترامب، تؤكد فرضية وجود روابط بين المقربين منه والسلطات الروسية. وهذه المعلومات جمعها ودونها عميل سابق من أجهزة الاستخبارات البريطانية، تعتبره الاستخبارات الأميركية ذا صدقية، بين يونيو وديسمبر 2016، لمصلحة معارضين سياسيين لترامب. وتشير المذكرة، بصورة خاصة، إلى تبادل معلومات على مدى سنوات بين ترامب والمقربين منه، وبين الكرملين، في الاتجاهين. وهي تتضمن معلومات يبدو أنها محرجة لترامب، بينها وجود تسجيل فيديو له مضمون جنسي، صوره عناصر من الاستخبارات الروسية سراً، خلال زيارة لترامب إلى موسكو عام 2013، بهدف استخدامه لاحقاً لابتزازه.

وأفادت شبكة «سي إن إن» بأن أجهزة الاستخبارات الأميركية قدمت لترامب والرئيس باراك أوباما، وعدد من مسؤولي الكونغرس، ملخصاً من صفحتين عن هذه الوثيقة، ما يشير إلى الأهمية التي تعلقها عليها.

وأثارت هذه المعلومات، على الرغم من النقاط الغامضة التي تنطوي عليها، بلبلة في واشنطن وداخل الكونغرس.

وأكد الكرملين، أمس، أنه لا يملك أي «ملفات محرجة» للرئيس المنتخب، واصفاً معلومات أجهزة الاستخبارات الأميركية بأنها «ملفقة بالكامل»، بهدف تقويض العلاقات بين موسكو وواشنطن. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن «تلفيق مثل هذه الأكاذيب هو محاولة واضحة للإساءة لعلاقاتنا الثنائية»، قبل تنصيب ترامب المؤيد لتقارب مع موسكو، رسمياً الأسبوع المقبل.

من جهته، امتنع الرئيس المنتهية ولايته، باراك أوباما، عن الرد، وقال لشبكة «إن بي سي»، إنه «لا يعلق على معلومات سرية». لكنه أعرب عن الأمل في أن يواصل الكونغرس وإدارة ترامب العمل من أجل كشف المسؤولين عن فضيحة القرصنة المعلوماتية في الولايات المتحدة.

من ناحية أخرى، أكد ترامب في مؤتمره الصحافي أنه سيكون الشخص «الذي ينشئ أكبر عدد من الوظائف».

وقال: «سننشئ وظائف، قلت إنني سأكون الشخص الذي ينشئ أكبر عدد من الوظائف، أعتقد ذلك فعلاً»، لافتاً إلى أن العديد من الشركات، مثل فيات-كرايسلر وفورد، تعهدت بممارسة أنشطتها في الولايات المتحدة.

ويقود الرئيس المنتخب حملة لحض الشركات على عدم الاستثمار خارج الولايات المتحدة، بهدف إحياء النشاط الصناعي الأميركي. ووعد خصوصاً خلال حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية بنسبة 45% على الواردات الصينية.

وأضاف: «تلقينا أخباراً رائعة، خلال الأسبوعين الأخيرين، كنت نشطاً جداً على الصعيد الاقتصادي من أجل بلادنا»، موضحاً أن «عدداً كبيراً من مجموعات صناعة السيارات ستنتقل» إلى الولايات المتحدة.

وحول العلاقة مع المكسيك، أعلن ترامب أن المكلفين الأميركيين سيمولون بناء جدار حدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك، لكن مكسيكو ستسدد لاحقاً هذه الكلفة. وقال متطرقاً إلى أحد وعوده الانتخابية «كان يمكنني أن أنتظر نحو عام ونصف العام، لكي ننهي مفاوضاتنا مع المكسيك التي سنبدأها فور تسلمي منصبي، لكنني لا أريد الانتظار».

وأكد أنه تخلى عن إدارة إمبراطوريته العقارية لابنيه إريك ودونالد جونيور، طوال ولايته الرئاسية، واعداً بأن يتيح ذلك تجنب تضارب المصالح مع مسؤولياته في البيت الأبيض.

تويتر