أوروبا متخوفة من تأثير روسيا في الانتخابات بالقارة العجوز

بـوتين يتــجــاهــل عـقـوبات الإدارة الأميركــية

صورة

كان رد روسيا على العقوبات الأميركية الأخيرة مثيراً للاهتمام، فقد اختار الرئيس فلاديمير بوتين التهدئة والاحتفاظ بحق الرد فقط. ولعل الأخير يعلم جيداً أن أيام الإدارة الأميركية باتت معدودة، لذا فقد فضل الانتظار إلى حين تولي دونالد ترامب مقاليد الحكم. لقد امتنع بوتين عن الرد بالمثل على قرار الرئيس باراك أوباما طرد الدبلوماسيين الروس، وسط اتهامات واشنطن لموسكو بالوقوف وراء أنشطة الخرق المعلوماتي، التي أدت إلى سرقة ونشر آلاف الرسائل الإلكترونية، لفريق المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. بالعكس اختار زعيم الكرملين توجيه دعوة إلى أبناء الدبلوماسيين الأميركيين، في موسكو، لحضور احتفالات آخر السنة.

مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، تخشى فرنسا محاولات الزعزعة الروسية، وتهدد بالرد.

ورفض بوتين طرد أي من الدبلوماسيين، واصفاً ما قامت به واشنطن بـ«مستوى دبلوماسية غير مسؤول»، على الرغم من اعتباره أن العقوبات الجديدة التي أقرتها الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها، مستفزة وتهدف إلى تقويض العلاقة بين واشنطن وموسكو. بكل بساطة، لقد تجاهل بوتين كل ذلك ووجه أشرعة سياسته باتجاه إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي لم يتردد في إطلاق تغريدة أشاد فيها بـ«ذكاء بوتين الخارق»، من خلال عدم رده على قرار واشنطن فرض عقوبات على موسكو، مفضلاً التريث.

ولا ينظر عدد كبير من المسؤولين في الحزب الجمهوري بعيون ترامب إلى بوتين فحسب، بل هم يؤيدون فرض عقوبات على روسيا. فقد رحب قادة في الحزب بإجراءات أوباما، واعتبر بعضهم أنها تأخرت كثيراً جداً، وذهب البعض منهم إلى أن موسكو لم تتأثر كثيراً بالعقوبات الأميركية، ويجب أن تكون أكثر صرامة بكثير. وتركز الإدارة الأميركية قبل مغادرتها البيت الأبيض، في 20 يناير المقبل، على تعديل الصلاحيات التي أعطاها الأمر التنفيذي للرئيس من أجل «معاقبة روسيا» بشكل مناسب، كما تدرس الإدارة الأميركية كيف يمكنها وضع عراقيل أمام الإدارة الجديدة التي ستسعى، بلا شك، للتخلي عن العقوبات الجديدة. وفي سياق متصل، تنتاب أوروبا المخاوف من مدى تأثير روسيا في الانتخابات بالقارة العجوز، لاسيما التي ستشهدها ألمانيا وفرنسا في 2017. ومع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، تخشى فرنسا محاولات الزعزعة الروسية، وتهدد من الآن أنها سترد في حال أي هجوم روسي من هذا القبيل. وندد رئيس المخابرات الألمانية، والمستشارة أنغيلا ميركل شخصياً، بمحاولات موسكو التدخل في الشؤون الداخلية، ومحاولة زعزعة استقرار ألمانيا، وبهجمات القرصنة الإلكترونية الروسية على الدول الغربية.

تويتر