لا تستبعد التفاوض مع حركة طالبان

الإدارة الأميركية القادمة لن تولي أفغانستان اهتماماً كبيراً

صورة

لم يلقَ النزاع في أفغانستان أهمية، خلال حملة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، عدا بعض التعليقات على موقع «تويتر»، مثل «لنرحل من أفغانستان»، و«كرزاي رجل محتال». ليس واضحاً ما يريد الرئيس الأميركي القادم فعله في هذا البلد؛ على الرغم من أنه بات مسرحاً لأطول وجود خارج الحدود في تاريخ الولايات المتحدة. ومنذ 2002، أنفقت المجموعة الدولية نحو 100 مليار دولار لإعادة إعمار أفغانستان، في حين تعتمد كابول على المعونات الخارجية بنسبة 70%. وتعد واشنطن أكبر المانحين، حتى الآن، ويقول الخبير في «شبكة المحللين للشؤون الأفغانية»، توماس روتيسغ: «من الصعب أن نتخيل استمرار مؤسسات الدولة، من دون الدعم المالي الأميركي».

انتقد الرئيس المنتخب طريقة خروج أوباما من العراق، الأمر الذي أسهم في صعود تنظيم «داعش»، كما أنه قال لأحد مقربيه إنه مع فكرة بقاء قوات أميركية في أفغانستان، لمراقبة الترسانة النووية في باكستان. وتشكل الأخيرة تحديات أخرى، أهمها تقديم الدعم للمجموعات المسلحة، بما في ذلك تنظيم القاعدة.

ويقول مدير مركز التعاون الدولي بجامعة نيويورك، بارنيت روبن: «إنه (ترامب) يعتقد أن دعم أفغانستان هو هدر للمال». ولدى الرئيس المنتخب حجج قوية، فهو يستند إلى تقارير تؤكد تصاعد وتيرة العنف منذ 2009. وقد وثقت الأمم المتحدة مقتل 2562 شخصاً هذا العام، وجرح نحو 6000، في أحداث تتعلق بالصراع على السلطة في أفغانستان.

وفي الوقت نفسه، اتهمت منظمة الشفافية الدولية السياسيين الأفغان بسرقة ملايين الدولارات من أموال المساعدات. ويعد الفساد من الأسباب الرئيسة، التي أدت إلى الفقر المدقع في مناطق مختلفة من البلاد. ويقول روبن إن ترامب سيواجه معارضة الكونغرس، إذا حاول قطع جميع المساعدات عن أفغانستان، «ولكن أعتقد أن مثل هذه المساعدات ستلقى نقاشاً أكبر بكثير، في حال لو تم انتخاب هيلاري كلينتون».

يتساءل مراقبون: ما إذا كان ترامب سيحافظ على أعداد القوات الأميركية الحالية في أفغانستان، مع أنه عبر مراراً عن شكوكه حيال التدخل العسكري في الخارج. الرئيس باراك أوباما خطط لإنهاء الحرب في أفغانستان، خلال فترة رئاسته، لكنه يخطط الآن لترك أكثر من 8000 جندي في هذا البلد، خلال العام المقبل، تاركاً ترامب يقرر ماذا سيفعل بهم.

انتقد الرئيس المنتخب طريقة خروج أوباما من العراق، الأمر الذي أسهم في صعود تنظيم «داعش»، كما أنه قال لأحد مقربيه إنه مع فكرة بقاء قوات أميركية في أفغانستان، لمراقبة الترسانة النووية في باكستان. وتشكل الأخيرة تحديات أخرى، أهمها تقديم الدعم للمجموعات المسلحة، بما في ذلك تنظيم «القاعدة».

ولا يبدو ترامب قلقاً إزاء ذلك، حالياً، وطالما وصف رئيس الوزراء نواز شريف بأنه «رجل رائع»، يقوم بـ«عمل مدهش». وقبل انتخاب الرئيس الأميركي الجديد، بأسابيع، قال زعيم حركة طالبان في أفغانستان، ذبيح الله مجاهد، إن ترامب «غير جاد»، وإنه رجل «يقول أي شيء يخطر على باله».

ويرى العديد من الأفغان أن السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة والعراق وأفغانستان، زلماي خليل زاد، هو الرجل المناسب لتحقيق هذا التغيير. في المقابل، يرى آخرون أن خليل زاد، الذي عمل مستشاراً للرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، يمكن أن يدعم تحركاً جاداً ضد باكستان، في حال انضم إلى إدارة ترامب مستقبلاً، على الرغم من أن مثل هذه التحركات غير واردة الآن، في ظل حديث الرئيس المنتخب مع شريف.

تويتر