الصحف تصف مرشح اليمين الفرنسي بـ «ليبرالي معتدل»

فرانسوا فيون أمام تحدي الفوز في الرئاسة الفرنسية المقبلة

تصدّرت صور مرشح اليمين الفرنسي (الوسط)، فرانسوا فيون معظم الصحف الفرنسية، قبل أيام، التي وصفته بأنه ليبرالي معتدل. ويرى مؤيدو فيون أنه يكرس «بطلاً» لبلد على حافة الهاوية. ويرى مراقبون أن اليمين قد ربح معركة ديمقراطية من خلال تنظيمه أول انتخابات تمهيدية في تاريخه. وقد كسب فيون بفوزه الساحق «شرعية فولاذية»، وبات عليه تحويل الاندفاع الشعبي إلى نصر رئاسي.

إلا أن أهم المسؤوليات التي يرتبها فوزه الساحق، تكمن بشكل خاص في منع اتساع الشرخ داخل المجتمع الفرنسي بسبب برنامجه المتشدد. في المقابل تساءل محللون إن كان فيون قد حسم الانتخابات الرئاسية منذ الآن، في إشارة إلى كون اليمين الأوفر حظاً للفوز بالرئاسة، في وقت يرى البعض أن ترشح فيون سيعقّد الأمور.

ومهما كان المرشح اليميني متناغماً مع قاعدته الحزبية، فإنه لا يوافق أغلب الناخبين الفرنسيين، لذا سيكون عليه إقناع الفرنسيين بثورته الليبرالية في مجال الاقتصاد، والمحافظة على الصعيد المجتمعي، إذ تُظهر استطلاعات رأي حديثة رفضاً واسعاً لبرنامج فيون التقشفي. ويمثل فوز الأخير منعطفاً تاريخياً في أوساط اليمين الذي يطمح إلى تحقيق ثورة محافظة في مواجهة الثورة الوطنية التي يحضر لها اليمين المتطرف، بزعامة مارين لوبان.

وفيما توحد اليمين الفرنسي وراء فيون، يظل اليسار ممزقاً على ضوء تلميح رئيس الوزراء، مانويل فالس، إلى إمكانية خوضه معركة الرئاسة، ما يعتبره مراقبون سابقة تمهد لأزمة داخل الحزب الاشتراكي الحاكم. وباتت جميع السيناريوهات ممكنة، بترشح الرئيس فرانسوا هولاند ورئيس وزرائه في آن واحد، أو ترشح أحدهما إلى جانب آخرين، ما قد يؤدي إلى حدوث شرخ داخل صفوف الحزب الاشتراكي.

ويرغب فيون في إلغاء نصف مليون وظيفة على مدى خمس سنوات، ورفع ساعات العمل إلى 39 ساعة أسبوعياً في المؤسسات العمومية، كما وعد بخفض الإنفاق العام. ويصرّ على أن تكون لكل دولة داخل الاتحاد الأوروبي سيادتها، ويحث على ضرورة إجراء إصلاحات في المنظومة الأوروبية. وعلى صعيد السياسة الخارجية يسعى فيون إلى استخدام مقاربة هادئة وسلمية مع روسيا، ما يضعه في خلاف مع السياسة المتبعة حالياً في الغرب، ومع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، في وقت تدهورت العلاقات مع موسكو بشكل كبير.

ويذكر أن فوز فيون في الانتخابات التمهيدية لليمين شكّل مفاجأة حقيقية، إذ كان المراقبون يرجحون كفة رئيس الوزراء السابق، ألان جوبيه. وارتكزت استراتيجيته الانتخابية على اللقاءات الميدانية، خصوصاً في الأقاليم الفرنسية والمناطق الريفية، وعلى الخطاب الصريح والمباشر.

ومن المتوقع أن يواجه المرشح اليميني مواجهة حادة مع مرشح الجبهة الوطنية المتطرفة، التي تعاني بدورها خلافات داخلية، وذلك بعدما أثار الحزب المصنف باليميني المتطرف الجدل، أخيراً، بعدما صرحت زعيمته ماري لوبان بأن حزبها ليس يمينياً ولا يسارياً. وفي انتظار الانتخابات التمهيدية للجبهة الوطنية في فبراير، وتسمية الحزب الاشتراكي لمرشحها، يتفق المحللون على أنه مازال من المبكر تقييم حظوظ فيون في انتزاع منصب الرئاسة.

 

تويتر