تيريزا ماي تريد وضع نهاية «لصناعة» المزاعم الكيدية

مطالبات لكشف حقيقة جرائم ارتكبها الجيش البريطاني في العراق

صورة

خلال الأيام الماضية، وجّه عدد من السياسيين والجنرالات العسكريين السابقين، انتقادات إلى ما يطلق عليه «ملاحقة الجنود البريطانيين» من قبل من اعتبروهم محامين محبين لجمع المال، حيث يرفعون قضايا غير شرعية تماماً تتعلق بتهم ارتكاب أعمال غير قانونية زمن الحرب. وقال العقيد المتقاعد، تيم كولينز، الذي كان يقود القوات البريطانية في العراق، منتقداً «فريق المزاعم التاريخية في العراق» إن المزاعم المذكورة هي من إنتاج «محامين طفيليين»، وقالت رئيس الحكومة، تيريزا ماي، إنها تريد وضع نهاية «لصناعة» المزاعم الكيدية. وأيضاً قال رئيس الحكومة السابق، توني بلير، الذي بدأ الحرب في العراق وأفغانستان «أنا آسف جداً لأن جنودنا وعائلاتهم يتعرضون لهذه المحنة حتى الآن».

إنها قضية مدبرة، أي يتم اختيار قضايا معينة بحذر ونشرها على الملأ، وتقوم الصحافة والعامة بتقبلها من دون التفكير في ذلك. وبالطبع فإن الحقيقة شيء مختلف تماماً عن ذلك.

أولاً، الرأي القائل إن هذه المزاعم زائفة إلى حد كبير، هو مجرد هراء، إذ إن وزارة الدفاع البريطاني دفعت نحو 20 مليون دولار تعويضات لضحايا تعرضوا لإساءات الجيش البريطاني في العراق، وذلك نظير 326 قضية، وهذا المبلغ يعتبر كبيراً، كما أن الإساءات التي قام بها الجيش كثيرة إلى حد مروع.

وثانياً، الدعاوى المرفوعة ضد تجاوزات الجيش البريطاني هي لمصلحة مساجين ومدنيين عراقيين بعد الحرب ضد العراق عام 2003. واشتكى الجنرالات الثلاثة الذين كانوا يقودون الجيش البريطاني من إساءة معاملة السجناء لديهم، خلال الأسابيع الأربعة الأولى من زمن الحرب.

وثالثا، الشكاوى المثارة قبل تشكيل «فريق المزاعم التاريخية في العراق»، لم تكن من المحامين فحسب، وإنما كانت من أعضاء سابقين خدموا في القوات المسلحة، وكل ما يهمهم أن تتقيد الحكومة بحكم القانون فحسب. وهذه القضايا معروضة على القضاء، ولكنها من المرجح أن تكون كلها مجرد قمة جبل الجليد. وكان العراقي، بهاء موسى، قد تعرض للضرب حتى الموت في وحدة التحقيق، حيث كان هناك نحو 93 إصابة في جسمه، وكان الطفل (كريم) علي البالغ عمره 15 عاماً قد غرق أمام الجنود البريطانيين الذين أجبروه على الهرب في القناة، وبعد ذلك تركوه و عادوا أدراجهم. وفي قضية فيصل السعدون، التي لاتزال حتى الآن في محكمة الاستئناف، اتضح أن هذا الرجل العراقي تعرض لإصابة بطلق ناري في بطنه من دون مبرر، وتم تدمير سيارته، في حين أن رأسه ارتطم بحجارة الرصيف.. فهل هذه القضايا «مزيفة». لا إنها «صادمة».

تويتر