وصفه بالغبي والمخطئ ومفرّق الجماعات

رئيس وزراء بريطانيا يصرّ على عدم الاعتذار إلى المرشح الأميركي دونالد ترامب

صورة

لاتزال العبارات الجارحة، التي نعت بها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، المرشح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب، تعكر صفو العلاقة بين الرجلين، ويبدو أن كاميرون لا ينوي مطلقاً الاعتذار إلى ترامب، بسبب وصفه إياه بـ«الغبي، والمخطئ، ومفر ق الجماعات». ويجد كاميرون نفسه الآن في مأزق، بعد أن أصبح ترامب، أول من امس، الشخص الوحيد أمام الحزب الجمهوري المؤهل للترشح إلى خوض السباق الرئاسي، بعد انسحاب خصمه الوحيد المرشح جون كاسيك، وهي الخطوة التي قد تقوده إلى دخول البيت الأبيض. وكان كاميرون قد انتقد ترامب، بسبب اقتراحه منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، ويضيف كاميرون أنه «إذا حدث أن زار ترامب بلادنا، فإن آراءه تلك ستوحدنا جميعاً ضده». وما زاد الطين بلة دخول عمدة لندن على الخط، ونعته ترامب بـ«المخبول»، وعباراته بـ«السخيفة»، بسبب قوله ان أجزاء من لندن في غاية الخطورة، بسبب التطرف.

وتؤكد جهات مقربة من كاميرون أنه يتعاطف مع المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، إلا ان تلك الجهات ترى انه من الأفضل الآن بناء جسور من العلاقات الطيبة بين ترامب وكاميرون.

وتقول مصادر «عشرة داوننغ ستريت» إن رئيس الوزراء لن يسحب عباراته المناهضة لترامب، لكن يسعده أن يلتقيه. ويصرّ أحد أصدقاء ترامب المقربين على ان ترامب «لن يلتفت لأي تصحيح سياسي»، ولن يتراجع عن عباراته النارية حيال المسلمين.

ويقول ترامب في عباراته بشأن المسلمين «ان أجزاء من لندن مشحونة بالتطرف، للحد الذي يخشى فيه رجال الشرطة على أرواحهم»، ووقّع أكثر من نصف مليون بريطاني عريضة تدعو إلى حظر ترامب من دخول بريطانيا، ورفضت الحكومة العريضة، إلا أن كاميرون انتقد في مجلس العموم عبارات ترامب.

وفي مواقف مشابهة، اضطر الرئيس الأميركي الأسبق، رونالد ريغان، عام 1983 إلى الاعتذار إلى رئيسة الوزراء البريطانية، مارغريت تاتشر، بعد غزوه جزيرة غرينادا، التي تعتبر جزءاً من دول الكومونولث التي تترأسها ملكة بريطانيا.

عام 2004 منع الرئيس الأميركي السابق، جورج دبليو بوش، الزعيم البريطاني المحافظ، مايكل هوارد من دخول البيت الأبيض، بعد أن انتقد هذا الأخير رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، بسبب تعاطيه مع غزو العراق.

عام 2012 تعرض كاميرون لانتقادات حادة، بسبب تحالفه «غير المسبوق» مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال فترة الانتخابات، فقد حضر كاميرون مباراة في الباسكتبول مع أوباما، لكنه فشل في بناء أي تحالف مع مرشح رئاسي جمهوري، بسبب رفضه الالتقاء بهم خلال زيارة له إلى واشنطن.

هذا العام رفض أوباما عبارات بوريس جونسون، التي وصفته بأنه «شديد الكراهية لأجيال البريطانيين السابقة»، بسبب ما فعلوه في كينيا، مسقط رأس أجداده. وكان أوباما تحدث بإسهاب عن إعجابه بالزعيم البريطاني، ونستون تشرشل، خلال مؤتمر صحافي في رد انتقامي على ما يبدو على ما ذكره جونسون بأن أوباما أزاح من المكتب البيضاوي تمثالاً لتشرشل.

 

تويتر