ميلانو هي العاصمة الحقيقية لإيطاليا

فرانسيسكو المحافظ الجديد لروما اكتشف انتشار الفساد. أرشيفية

عندما يمشي المرء عبر مدينة روما الإيطالية ويتمكن من النجاة من الدراجات المسرعة ودخان سيارات التاكسي عبر المناطق السياحية، فإنه سيفهم بسرعة السبب الذي يجعل السكان المحليين يدعون بأنهم يعيشون في أجمل مكان في العالم، إذ إن المدينة تمثل تركيزاً يخلب الألباب من التاريخ والأعمال الفنية في كل زاوية يمكن أن تقع عليها العين.

ولكن روما مكان موحش وكئيب هذه الأيام، لأن الاقتصاد في حالة ركود والفساد منتشر، ويبدو أنه ليس هناك من يعرف كيف أو حتى يهتم بإعادة الأمور إلى نصابها من جديد. وبالمقارنة، فإذا مشى المرء في جنبات مدينة ميلانو، وتمكن من النجاة من سائقي الحافلات الذين يشتمون المشاة الذين يعبرون الشارع عندما تكون الإشارة المرورية مفتوحة، فإنه سيفهم فوراً لماذا يعتقد سكان ميلانو أن مدينتهم هي التي تقود إيطاليا في الواقع، فقد أصبحت خلال الأعوام القليلة الماضية مركز جذب لا يقاوم للشبان من جميع أنحاء إيطاليا، الذين يتدفقون إليها للعمل في التصميم والإعلام والأزياء وصناعة التغذية.

ويمكن أن يسمع المرء اللهجات المحلية العديدة من أنحاء إيطاليا كافة في هذه المدينة، ويرى جميع أنواع الوجوه الإيطالية، ولهذا فإن ميلانو تشعر بالسعادة.

ومن المعروف أن المدن المتنافسة أمر شائع في معظم دول العالم مثل نيويورك ولوس أنجلوس وبكين وشنغهاي ومدريد وبرشلونة. وفي ايطاليا فإن التنافس بين روما وميلانو يميل إلى مصلحة ميلانو بصورة غير مسبوقة من قبل.

وتعاني روما فضائح متكررة، ففي العام الماضي كشف تحقيق واسع عن علاقات وطيدة بين الجريمة المنظمة وسياسيين طليان، الأمر الذي دفع محافظ روما أغنازيو مارينو للاستقالة في أكتوبر الماضي على الرغم من أن التحقيق لم يوجه إليه أي تهمة. وابتليت روما بالفساد، إذ اكتشف المحافظ الجديد فرانسيسكو بابلو ترونكا أن المحافظة تملك نحو 28 ألف عقار مؤجرة، ولكن الأجور المتأخرة تبلغ 400 مليون دولار، أي إنه نحو 85% من السكان لا يدفعون الأجر.

ولكن ميلانو من ناحية أخرى في حالة حماسية دائماً، إذ إن معرض إكسبو في العام الماضي زاره 21 مليون زائر، سبعة ملايين منهم من خارج إيطاليا، وحقق نجاحاً غير متوقع. وفي الشهر الماضي جذبت نحو 400 ألف زائر 70% منهم من الخارج، وترتفع الأبراج في سماء المدينة وتنتشر إعلانات الأزياء والفن.

تويتر