عجائز في الصين ينتحرون بسبب شعورهم بالعزلة

العزلة والكآبة من أسباب انتحار المسنّين في الصين. أرشيفية

التحول الاقتصادي الذي تشهده الصين تمخض عنه تغيير اجتماعي مؤلم للغاية، فهناك كمّ هائل من المزارعين يتدفقون نحو المدن، وقيود على المواليد تؤثر في الهياكل الأسرية التقليدية. وتخلى معظم الشباب عن قرى أجدادهم، تاركين والديهم المسنّين في الريف، ما جعل جيلاً من العجزة يكافح الآن مع العزلة والتدهور الصحي، والظروف الاقتصادية الصعبة، وتتجلى المشكلات التي يعانونها في ازدياد حالات الانتحار بين المسنّين.

 

وفي أجزاء من المناطق الريفية في الصين، يُقدِم كبار السنّ على قتل أنفسهم، بمعدلات تتجاوز تلك الموجودة في كوريا الجنوبية، التي تتميز بأحد أعلى معدلات الانتحار في العالم. وفي بعض القرى الصينية، يضع مسنّ واحد من بين كل ثلاثة مسنّين حداً لحياته.

 

لكن خلافاً للوضع في أي مكان آخر، فإن جل حالات الانتحار في الصين ليست ناشئة عن مرض عقلي أو تعاطي مخدرات، لكنها ناجمة عن الحياة السلبية التي يعانيها هؤلاء الأشخاص، مثل الخلاف مع الأبناء، ووفاة الزوج، أو الإجهاد المزمن الناجم عن المرض مثلاً، وعلى المدى الطويل المشكلات المالية، أو العزلة الأسرية.

وأصبح انتحار المسنّين مشكلة تنذر بالتفاقم، وعلى الرغم من أن كل نتائج جميع المنظمات البحثية الدولية لم تتفق على سبب معين لهذه الحوادث، إلا أن الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، المؤسسة البحثية التي تضم معظم النخبة من الباحثين، تعتقد أنه بحلول عام 2030، ستكون الصين أكثر المجتمعات كآبة على وجه الأرض، متجاوزة بذلك أوروبا الغربية، وحتى اليابان. وبحلول ذلك الوقت سيشكل كبار السنّ 25% من السكان، بزيادة 14% على ما هو عليه الحال اليوم.

وفي معظم البلدان يقدِم كبار السنّ على قتل أنفسهم بمعدلات أعلى من نظرائهم الأصغر سنّاً، إلا أن الصين، مع ذلك، تواجه مشكلة خطرة، تتمثل بشكل خاص في الأعداد الهائلة من الأشخاص الذين يدخلون هذه المرحلة من الحياة التي يرتفع خلالها خطر الانتحار. ويقول الأستاذ بجامعة طاليان الطبية المتخصص في الانتحار، جيا شوهوا «في بعض مناطق البلاد هناك من يقول لأبويه: أصبحتما مسنّيَن ومن دون فائدة، ولا يمكنكما العيش بشكل مستقل»، أو «أنتما غير قادرَين حتى على تذوق الشاي»، فيضطر المسنّان إلى الانتحار.

 

 

تويتر