أوباما يرفض الضغط عليه في موضوع العراق

معركة تحرير الموصل تستدعي تنسيقاً أميركياً عراقياً وثيقاً

قوات خاصة أميركية تهاجم موقعاً لـ «التنظيم» المتطرف في شمال العراق. أرشيفية

خلص مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى أن هناك حاجة ماسة لإرسال المئات من المدربين والمستشارين والقوات الخاصة، من الولايات المتحدة وحلفائها إلى العراق وسورية، في الأشهر المقبلة، من أجل تكثيف عزل مقاتلي تنظيم «داعش»، ومن ثم القضاء عليهم. في الماضي، استجاب الرئيس الأميركي باراك أوباما لطلبات وزارة الدفاع بإرسال قوات إضافية إلى العراق وأفغانستان مع كثير من التردد، فقد قال مساعدوه إنه اعتبر تلك الطلبات وسيلة للضغط عليه. لكن صعود التنظيم المتطرف أثار قلق البيت الأبيض، الأمر الذي دفع أوباما إلى إعادة النظر في موقفه، حيال تعزيز القوات الأميركية في الشرق الأوسط.

وتقول مصادر مقربة من «البنتاغون» إن واشنطن تدرس إمكانية نشر قواتها في مواقع عسكرية شمال العراق، تمهيداً لتحرير مدينة الموصل، التي يتخذها تنظيم «داعش» عاصمة له، بعد النجاح الذي تحقق في الرمادي. وتجري حالياً دراسة خطة متكاملة بين الجيش الأميركي والقوات العراقية ووحدات البشمركة؛ في انتظار أن يتضح الدور الذي سيلعبه المدربون والمستشارون الأميركيون في العملية المرتقبة.

في غضون ذلك، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الجنرال جوزيف دنفورد، أن المناقشات قد بدأت بين قادة ومسؤولين أميركيين وعراقيين، بشأن كيفية اندماج قوات من الطرفين لاسترجاع مدينة الموصل. وستوجد الوحدات الأميركية، وفقاً للمسؤول العسكري، في شمال العراق، ما يسهل مهمتها في دعم وإسناد نظيرتها العراقية، ولاتزال مسألة الاحتكاك المباشر بين الجنود الأميركيين والعراقيين من النقاط المهمة التي لم يتفق عليها بعد.

وقد أنشأ الجيش الأميركي مركزاً للتدريب في إحدى القواعد العسكرية العراقية الموجودة قرب مدينة الحبانية، شرق محافظة الأنبار، ما ساعد على استرجاع مدينة الرمادي، التي تبعد نحو 110 كيلومترات غرب بغداد، والتي تم تحريرها بداية العام الماضي، ويناقش القادة من الطرفين ما إذا كان يتوجب على المستشارين والمدربين أن يوجدوا مع القوات العراقية في مقار العمليات البعيدة عن مواقع القتال، أو البقاء ضمن الوحدات القريبة من الخطوط الأمامية.

ويطمح دنفورد إلى حدوث المزيد من الاندماج بين القوات الأميركية والعراقية في معركة الموصل: «نحن بصدد دراسة طلب تقدمت به تركيا، لتدريب وتسليح المئات من السوريين، الذين فقدوا منازلهم نتيجة سيطرة التنظيم المتطرف على مناطقهم». ويريد هؤلاء السوريون، وفقاً للقائد الأميركي، العودة إلى وطنهم، وأن واشنطن تريد مساندتهم لتحقيق هدفهم.

وتحاول واشنطن عزل مسلحي «داعش» عن منطقة الرقة في سورية، كخطوة أولى، في انتظار معركة تحرير الموصل التي قد تنطلق في غضون أشهر قليلة. كما تسعى القوات الأميركية إلى عزل مدينة الرقة، أيضاً، عن بقية المناطق التي يوجد فيها مسلحون متطرفون. يذكر أن التنظيم استولى على الموصل، مركز محافظة نينوى الواقعة شمال العاصمة بغداد، في منتصف 2014، قبل أن يمتد نشاطه إلى مناطق أخرى تشكل نحو ثلث العراق. ومنذ ذلك الحين، حاولت القوات الأمنية العراقية، والحشد الشعبي والبشمركة وأبناء العشائر طرده منها، بدعم التحالف الدولي، ونجحت في تحرير بعض المناطق إلا أن الموصل لاتزال بقبضة المتطرفين.

يوجد حاليا نحو 3700 جندي أميركي في العراق، وعدد قليل من قوات العمليات الخاصة على الأرض في سورية. وقال مسؤول لم يذكر اسمه إنه لا يتوقع زيادة في العدد الحالي، في الوقت الراهن، وإذا حدث ذلك فسيأتي تدريجياً، لأن القوات الحالية أرسلت إلى العراق خلال سنة ونصف، وخلال ذلك الوقت تجنب البيت الأبيض و«البنتاغون» وصف انتشار الوحدات التي تنشر في الشرق الأوسط على أنها قوات مقاتلة، وبدلاً من ذلك كانوا يقولون عنهم إنهم مدربون ومستشارون وفنيون.

تويتر