لا توقعات متفائلة للغزّيين في العام الجديد

%42.7 معدل البطالة في غزة نهاية 2015

صورة

مع بداية كل عام جديد يفصح كل شخص عن طموحاته وأحلامه التي يسعى إلى تحقيقها خلال الأيام المقبلة، إلا أن سكان قطاع غزة لا أمنيات لهم سوى أن تُزاح الغمامة السوداء التي تلبّد حياتهم منذ سنوات عدة، والتي ازدادت قتامة خلال الأشهر الأخيرة، فقد تسلم عام 2016 من العام الماضي أزمات قاسية طالت جميع نواحي الحياة.

 وخلّف عام 2015 حملاً ثقيلاً على كاهل الاقتصاد الفلسطيني، فخلال هذا العام لم يطرأ أي تحسن يذكر على جميع القطاعات الحيوية، بل تدهورت أوضاع السكان، وتفاقمت أزماتهم، وذلك نتيجة تشديد الحصار الإسرائيلي على المعابر التجارية، وتأخر عملية إعادة الإعمار الحقيقية، التي تسببت بتداعيات خطيرة، لتتعقد حياة الغزيين مع بداية العام الجديد.

 وكان الاحتلال الإسرائيلي قد انتهج بداية العام الماضي سياسة جديدة ضد قطاع غزة، وقطاعاته الاقتصادية، والتي تمثلت بتشديد الخناق على تنقّل التجار ورجال الأعمال عبر معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، بل تجاوزت إسرائيل ذلك باعتقال العشرات منهم.

وشهد الربع الثالث من عام 2015 ارتفاعاً خطيراً في معدلات البطالة، والتي بلغت 42.7%، فيما تجاوز عدد العاطلين عن العمل ما يزيد على 200 ألف شخص، كما ارتفعت معدلات الفقر، والفقر المدقع لتصل إلى أكثر من 65%، أما نسبة انعدام الأمن الغذائي لدى عائلات القطاع فقد تخطت نسبة 72%، وذلك وفقاً لمركز الإحصاء الفلسطيني.

وفي هذا الإطار، يقول المتخصص في الاقتصاد الفلسطيني، مدير العلاقات العامة والإعلام في غرفة غزة التجارية، ماهر الطباع، لـ«الإمارات اليوم»: «شهد العام الماضي مزيداً من الانكماش في الناتج المحلي الإجمالي لقطاع غزة، والذي يعد الأسوأ منذ سنوات عدة، اذ شهد الربع الثاني من عام 2015 تراجعاً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.5% مقارنة مع الربع الثاني في عام 2014، وتراجعاً بنسبة 8.2%، كما انخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في قطاع غزة بنسبة 4.8%، ومن المتوقع أن يشهد مزيداً من الانخفاض في عام 2016».

ويضيف «حتى هذه اللحظة وبعد مرور ما يقارب من عام ونصف العام على وقف إطلاق النار بعد الحرب الاخيرة، لم تبدأ عملية الإعمار الحقيقية، وما تم تنفيذه خلال تلك الفترة يندرج تحت بند المشروعات الإغاثية، وإصلاح الأضرار الجزئية لمعظم المنازل التي تضررت بالحرب الأخيرة».

وبحسب مؤسسة أوكسفام البريطانية، فإن عملية إعادة الإعمار سوف تستغرق 100 عام في حال لم يرفع الحصار عن قطاع غزة، واستمر إدخال مواد البناء وفق الآلية الدولية المعمول بها حالياً.

المعابر التجارية

لم يتحسن واقع المعابر التجارية لقطاع غزة خلال عام 2015، فمازال جميعها مغلقاً، باستثناء معبر كرم أبوسالم، الذي يعمل حتى اللحظة وحيداً وفق الالية السابقة لما قبل الحرب على قطاع غزة، ورغم ذلك لم يشهد المعبر تغيرات إيجابية على آلية العمل، من حيث زيادة ساعات العمل، وعدد الشاحنات الواردة، ونوع وكمية البضائع التي يسمح بدخولها.

وخلال رصد لحركة العمل في معبر كرم أبوسالم، خلال العام الماضي، فقد أغلق المعبر 133 يوماً، وهو ما يمثل 36% من عدد أيام العام، وذلك بحسب الطباع.

ويقول الطباع إن كل المؤشرات السابقة تؤكد أن قطاع غزة حالياً ليس على حافة الانهيار، بل يدخل مرحلة ما بعد الموت السريري، حيث إن قطاع غزة أصبح نموذجاً لأكبر سجن في العالم، حيث يستقبل العام الجديد ومعابره مغلقة، ومشروعات التنمية والإعمار متوقفة، أما أزمات الكهرباء والمياه فقد ازدادت سوءاً مع بداية اليوم الأول لعام 2016.

ويلعب استمرار الحصار، والتباطؤ في عملية الإعمار، بحسب الطباع، دوراً كبيراً في صياغة السيناريو المتشائم، فالأوضاع الاقتصادية ستزداد سوءاً خلال العام الجاري، ما يتسبب في ارتفاع غير مسبوق في معدلات الفقر والبطالة، وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي.

تويتر