حلفاء واشنطن لا يثقون بكلام الرئيس أوباما

وعود أوباما لم تمنع تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط. أرشيفية

يبدو أن القادة العرب لم يستهوهم كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما تعهد قائلاً «أتعهد بأمن شركائنا دول الخليج»، والأمر الذي بات مفهوماً أنهم شاهدوا حتى الآن العديد من تعهداته الصارمة، خصوصاً التي تتعلق بالشرق الأوسط، وهي تذهب أدراج الرياح.

وفي واقع الأمر، فإن تعهدات أوباما تأتي وسط أدلة متزايدة على أن النظام السوري يستخدم غاز الكلورين بصورة كبيرة ضد شعبه، الأمر الذي أدى الى مقتل عشرات الآلاف منهم. وكان استخدام الأسلحة الكيماوية هو الخط الأحمر الذي رسمه أوباما عام 2012، وطالب النظام السوري بعدم تجاوزه. وقال أوباما في حينه إن استخدام الأسلحة المحرمة سيجعلني أغير حساباتي، الأمر الذي سينطوي على نتائج كبيرة على النظام السوري.

والآن يجادل الرئيس بأن غاز الكلورين «لم يتم تصنيفه تاريخياً باعتباره سلاحاً كيماوياً»، وفي حقيقة الأمر، فإنه سلاح كيماوي قديم ومعروف، ويرجع تاريخ استخدامه إلى الحرب العالمية الأولى، عندما استخدمه الألمان. والآن يقوم النظام السوري باستخدامه، وبحصانة، بينما لايزال البيت الابيض يناقش كيفية الرد على ذلك.

وكما يعرف قادة دول الخليج، فإن هذا سيكون له تداعيات كبيرة بالنسبة للاتفاقية، التي يبذل أوباما ما بوسعه للتوصل إليها مع ايران، والتي تمثل بكل المقاييس سخرية مطلقة من تعهدات الرئيس عام 2008 التي قال من ضمنها، إنه سيفعل ما بوسعه لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي.

وفي عام 2010 وعندما ألقى خطاب الاتحاد، أطلق أوباما «وعدا» قال فيه إن ايران ستواجه «عواقب متصاعدة»، لأنها تواصل البحث عن السلاح النووي. وبدلاً من هذه العواقب، تعمل واشنطن على التحالف مع إيران لمواجهة «داعش».

وفي هذه الاثناء، يزداد الوضع في اليمن تدهوراً بصورة متزايدة، وفي العراق استول «داعش» على منطقة الرمادي المهمة. ونتيجة كل هذه الأسباب فإن القادة السعوديون يصرحون علانية بأنهم لا يصدقون تعهدات أوباما، لكنهم سيواجهون اسلحة إيران النووية بأخرى مماثلة لها، وكلما أطلق أوباما مزيداً من الضمانات لحلفاء اميركا التقليديين، انحدر الشرق الأوسط نحو الفوضى بصورة مطردة.

 

تويتر