تسريح عامل لأنه أنقذ حياة زميله

طُرد البلجيكي ديفيد لومبار من عمله بشكل تعسّفي، بدلاً من أن يتلقى مكافأة عن العمل الإنساني الذي قام به. وتعود القصة إلى الأسبوع الماضي، إذ كان ديفيد (30 عاماً) يعمل كالعادة برفقة زميله جيروم ديمون، في إحدى ورش مصنع «ريماكل بيتون»، في مقاطعة نامور البلجيكية، حتى علقت رجل الأخير في ماكينة كبيرة، وتدخّل ديفيد فوراً لإنقاذه وسحبه إلى مكان آمن. لحد الآن يبدو الأمر جيداً، لكن في مساء اليوم نفسه، تلقى الزميلان خطاب إنهاء الخدمات من مدير الشركة، والسبب «عدم احترام إجراءات السلامة» التي حددتها الشركة. وفوجئ العاملان بالقرار ووجدا نفسيهما في الشارع. وفي خطوة تضامنية، قام زملاء ديفيد وجيروم، في اليوم التالي، بالاعتصام أمام المصنع معلنين الإضراب عن العمل. ولحق عمال فروع الشركة الأخرى بالإضراب، وتوقفوا عن الانتاج بشكل كامل، احتجاجاً على قرار مدير الشركة. ويقول ديفيد: «هذا غير إنساني لقد هالني القرار (إنهاء الخدمات). لم أنم تلك الليلة»، مضيفاً «إنه أمر فظيع. هذا ما يحدث لي عندما أقوم بواجبي تجاه زملائي!» ويؤكد العامل الشاب، «إذا عاد بي الزمن إلى الوراء فسوف أفعل تماماً ما فعله مع زميلي». وطالب العمال بطرد المدير الذي تسبب في تسريح العاملين، لأنهم لن يستطيعوا التعامل معه في المستقبل. وأشار مسؤول في مقاطعة «نامور» البلجيكية، الى أن هذا المدير تسبب في أربعة إضرابات في السنوات الأخيرة، بسبب سلوكه الغريب. فهو لا يعرف كيف يتعامل مع العمال، ويستخدم سلطاته بشكل غير قانوني. وتقرر بالفعل وقفه عن العمل حتى انتهاء التحقيقات في تسريح العاملين ديفيد وجيروم.

وتساءل ميشال، وهو عامل في الشركة، عن جدوى الاحتفاظ بهذا المدير المثير للمشكلات، «لا أدري لماذا يصرون على إبقاء مدير لا يحسن التعامل مع العمال»، موضحاً «قد نفهم سبب إنهاء خدمات جيروم، الذي علقت رجله في الماكينة، ولكني ذهلت عندما علمت أن ديفيد لقي المصير نفسه، لأنه أنقذ حياة زميله».

من جهته، عبر جيروم عن أسفه لقرار التسريح من العمل، معلقاً «تعرضت لحادث عمل. لا أعتقد أن شخصاً يفعل ذلك عن قصد»، وعبر عن تضامنه وعرفانه بجميل زميله ديفيد، مضيفاً «لن أنسى ما قام به طوال حياتي، وأنا مستعد لأفعل أي شيء من أجله».