مع تمسّك الحكومة بعزمها على إخلاء الشوارع بالقوة

احتجاجات هونغ كونغ تتجه إلى التصعيد

صورة

عاد أنصار الديمقراطية إلى شوارع هونغ كونغ، غير عابئين بما حدث خلال الصراع الذي امتد ليومين بينهم وبين الشرطة. وجاء بعضهم مسلحاً بالخوذ، وواقيات الأيدي المصنعة منزلياً لحماية أيديهم من الهراوات التي يستخدمها رجال الشرطة. ويقول لاب تشانغ، الذي ترك عمله في تقنية المعلومات في الولايات المتحدة، وعاد إلى هونغ كونغ للمشاركة في الاحتجاجات، «سأواصل البقاء حتى استقالة الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ، تشون يينغ ليونغ». ويضيف أنه ليس لديه أمل في تحقيق اختراق في ما يتعلق بالمفاوضات بين قادة الطلبة والسلطات، التي سيتم بثها على الهواء مباشرة. وخلال الساعات المبكرة من صباح الأحد الماضي، لجأ ضباط الشرطة إلى رش الفلفل على المتظاهرين في ضاحية «مونغ كوك» للتسوق، التي تم اغلاق بعض أجزائها من قبل المتظاهرين منذ نهاية سبتمبر الماضي. واندلع غضب المتظاهرين نتيجة اقتراح قدمته بكين لانتخاب الرئيس التنفيذي المقبل للمدينة في عام 2017، في خطة تم التوصل إليها في أغسطس الماضي، وتقضي بأنه يتطلب من جميع المرشحين الحصول على أغلبية من لجنة معظم أعضائها موالون لبكين. ولكن الرئيس التنفيذي الحالي لهونغ كونغ، قدم اقتراحاً يوحي للمتظاهرين بأنهم يحظون بتنازلات من بكين. ويقول «سيكون هناك متسع من الوقت لنتحادث حول كيفية بنية نظام الترشيح، وبناء عليه سيكون لدينا خيار حقيقي للمرشحين في عام 2017».

ويرى أن أموراً بعينها ستظل بعيدة عن طاولة المفاوضات، ويؤكد أن الترشيحات التي سيقدم وفقها سكان هونغ كونغ مرشحيهم ستكون مخالفة للقانون الذي تحكم الصين بموجبه هونغ كونغ، بيد أنه ينطوي على حريات أكبر بكثير مما عليه الحال في الصين الأم.

وخلال المفاوضات التي تستمر لمدة ساعتين سيقود سكرتير المدينة الرئيس كاري ليام، فريق الحكومة، وسيكون هناك فريق من خمسة افراد من اتحاد طلاب هونغ كونغ، بمن فيهم قائد احتجاجات هونغ كونغ ليستر شوم، والناشط الاجتماعي وطالب كلية الفنون الجميلة أليكس شو، الذين يمثلون اتحاد طلاب هونغ كونغ. وأصبح كل من شوم وشو متحدثين جيدين باسم حركة الاحتجاجات التي تركز على المراكز المالية والسياسية في المدينة.

وهذه ثالث مرة يتفق فيها الطرفان على التفاوض، ولكنه يبدو كأنها المرة الأولى التي يتم فيها الاجتماع. وتم إلغاء الاجتماع الأول من قبل المحتجين بعد أعمال العنف من قبل قوات مكافحة الاحتجاجات، وألغي الثاني من قبل الحكومة بعد أن اتهمت الطلاب بأنهم يحاولون استغلال الاجتماع من أجل حشد المزيد من الاحتجاجات.

والأحد الماضي حاول محتلو منطقة «مونغ كوك»، الاستيلاء على منطقة تقع على شارع ناثان المهم. واندلعت المشاجرات قبل وصول الشرطة وهم يحملون الدروع لمواجهة المتظاهرين، وأجبروا المتظاهرين على التقهقر. وأصيب العديد بجروح بمن فيهم نحو 22 شرطياً، خلال ليلتين متعاقبين من الاشتباكات التي استمرت حتى صباح الاربعاء. ويقول رئيس الشرطة المشرف على الاحتجاجات هوي تشان تاك، إن المحتشدين كانوا «ناشطين من منظمات متطرفة، إضافة إلى مثيري الشغب، والمتاعب»، وانه تم اعتقال أربعة من الرجال. ويضيف أنهم «هاجموا طوق الشرطة، محاولين احتلال تقاطع الطريق، وتجاهلوا جميع التحذيرات».

وفي السياق، يؤكد ليونغ أن السلطات ستواصل محاولاتها «لتنظيف» الشوارع بـ«موازاة» الحوار. وهذه الاستراتيجية المؤلفة من شقين، أدت إلى تأجيج غضب المحتجين على نحو أكبر، بدعوى أن تصريحات ليونغ حول «التنظيف» تجعل صدقيته في الدعوة إلى المفاوضات محط تساؤل.

تويتر