بعد سقوط مطار طرابلس في يد الميليشيا الإسلامية

ليبيا تتجه نحو الانهيار والتفتت

صورة

تتجه ليبيا نحو التفتت والانهيار، نتيجة الحرب الأهلية، حيث استولت الميليشيا التي يقودها الإسلاميون على المطار في العاصمة طرابلس، معلنة حكومتها ومشكلة أزمة جديدة للعالم. وتمكنت قوات «عملية الفجر»، وهو ائتلاف من الإسلاميين وقوات من مصراتة، من الاستيلاء على المطار، السبت الماضي، بعد قتال شرس ضد الميليشيا المؤيدة للحكومة، بعد أربعة أسابيع من الحصار، نجم عنه تدمير أجزاء من العاصمة.

وتظهر الصور التي بثها التلفزيون رجال الميليشيا المبتهجين وهم يرقصون فوق مكاتب شركات الطيران المدمرة، ويطلقون النار من البنادق الآلية في الهواء، وقبل بضعة أيام قاموا بحرق مباني المطار، ومن الواضح أنهم كانوا ينوّون تدمير المكان وليس الاستيلاء عليه. وجاء هذا الانتصار الذي يضمن للإسلاميين السيطرة على المطار، تتويجاً لأسابيع من القتال بدأت خلال الانتخابات الاخيرة التي خسرتها الأحزاب الإسلامية.

وبدلاً من قبول نتائج الانتخابات، اتهم قادة الأحزاب الإسلامية البرلمان الجديد بأنه يسيطر عليه اتباع العقيد معمر القذافي السابق، وحاولوا استعادة المؤتمر الوطني السابق.

ودان البرلمان الرسمي في ليبيا، وبيت الممثلين في مدينة طبرق، الواقعة في شرق البلاد، الهجوم ووصفوه بأنه غير شرعي. وعدو ائتلاف الفجر بأنه منظمة إرهابية، وأعلنوا حالة الحرب ضد هذه الجماعة. واستناداً إلى هذا الوضع، فإن ليبيا تصبح محكومة من حكومتين، واحدة في طرابلس والأخرى في شرق البلاد، وكلاهما تتصارع مع الأخرى من أجل قلوب وعقول الميليشيات.

ولا يوجد هناك من القوات النظامية التي تستطيع الحكومة الاعتماد عليها. ويحتاج رئيس الحكومة عبدالله الثني، إلى إقناع الميليشيا الوطنية والقبلية من أجل استعادة السيطرة على العاصمة.

ويستمر القتال إلى الغرب من طرابلس، في حين أن الجماعات الإسلامية الموجودة في بنغازي، التي تبعد 400 ميل إلى الشرق، تتقاتل مع وحدات الجيش والميليشيا الوطنية للجنرال السابق خلفية حفتر.

وتواصل مصر والسودان مراقبة هذه التطورات عن كثب، وفي الأسبوع الماضي قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، انه على الرغم من الأزمات التي تضرب العراق، وسورية، وأوكرانيا، وغزة، إلا أن «قلقه الأكبر في هذه اللحظة يتركز على ليبيا».

ويخشى بعض المسؤولين في الدول المجاورة أن الميليشيات يمكن أن تستخدم الطائرات في المطارات الثلاثة التي يسيطر عليها «ائتلاف الفجر»، من اجل القيام بأعمال إرهابية في الدول المجاورة.

ووصل المسؤولون الليبيون إلى مصر قبل القمة التي عقدت في القاهرة امس، حيث أرادوا مناشدة المجتمعين الحصول على مساعدة عسكرية. وبدأ وزير الخارجية الليبي محمد عبدالعزيز مناشدة مماثلة في الأمم المتحدة في يوليو الماضي، لكنه لم يجد الدعم المطلوب، حيث كان الدبلوماسيون يخشون تداعيات تدخلات أجنبية جديدة.

ويصر قادة ميليشيا «ائتلاف الفجر» على أنهم ليسوا متطرفين، حيث يصفون أنفسهم بأنهم وطنيون يعملون على ضمان عدم ضياع مكتسبات ثورة عام 2011. ويعتقد العديد من الليبيين أن تقسيم ليبيا ليس مسألة محتومة، على الرغم من وجود القوات التي يقودها الإسلاميون في طرابلس والقوات القبلية والوطنية تسيطر على شرق البلاد. وقال السياسي الليبي حسن الأمين، الذي هرب إلى بريطانيا بعد أن تلقى العديد من التهديدات بالقتل من ميليشيات مصراته، «تبدو الأمور بأنها متجهة نحو الجنون الكامل، ستكون هناك معركة بين الشرق والغرب».

تويتر