ليبيا على شفا حرب أهلية لا يعرف الرابح فيها

الجنرال خليفة حفتر. رويترز

في الوقت الذي يعتقد المرء أن الفوضى التي تعم ليبيا لا يمكن أن تسوء أكثر مما هي عليه، يفاجأ بأن الأمور تتجه نحو الأسوأ. وكانت الجولة الأخيرة من الفوضى متعددة الأبعاد التي سادت البلد منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي، قد بدأها جنرال عسكري سابق يدعى خليفة حفتر، الذي تدرب في الاتحاد السوفييتي وشارك كضابط صغير في الانقلاب الذي أدى إلى وصول القذافي إلى السلطة عام 1969. وبعد فترة من الزمن اختلف مع القذافي وسافر إلى أميركا، حيث بقي هناك سنوات وأصبح مواطناً أميركياً، ليعود إلى ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي. وقام بتجميع قوات أطلق عليها «الجيش الوطني الليبي» بهدف الإطاحة بالبرلمان المؤقت في طرابلس.

وقامت السعودية ودول عربية أخرى بإجلاء دبلوماسييها من ليبيا، وتستعد أميركا للقيام بخطوة مماثلة، ويبدو أن ليبيا على شفا حرب أهلية أشد قوة. وفي مثل هذا النوع من الحروب سيكون من الصعب معرفة من هو الرابح أو حتى من يمكنك أن تؤيد. ويعمل خليط المليشيات، التي كانت السبب لما حدث بالقانون والنظام في معظم أنحاء ليبيا، على التحالف مع بعض الأطراف من دون أسباب مفهومة، إذ نرى أن من يعتبرون الأقرب إلى العلمانية الليبرالية يتحالفون مع الضباط العسكريين في النظام السابق. أما الذين يرغبون في لوم القذافي على الفوضى القائمة حالياً فكانوا هم الأساس الذي قامت عليه الفوضى، فخلال العقود الأربعة من حكم القذافي، كان أي شيء يمكن أن يشكل القاعدة المؤسساتية للمجتمع المدني الصحي تم تدميره أو سُمح بتخريبه.

تويتر