سيف الإســـــلام ينجو من حبل المشنقة

سيف الإسلام متهم بسرقة 600 مليون جنيه إسترليني. رويترز

أسقط سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، مطالبه بنقله الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ووافق بدلاً من ذلك على محاكمته في ليبيا وسط توقعات قوية بأنه لن يواجه حكما بالإعدام إذا تمت محاكمته في بلاده.

ويواجه القذافي الابن، الطالب السابق في درجة الدكتوراه في مدرسة لندن للاقتصاديات والذي طلب من رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مساعدته في أطروحته، تهماً بسرقة ما يصل الى 600 مليون جنيه استرليني من أموال الشعب الليبي والتحريض ضد الانسانية.

وعلى الرغم من ان عقوبة الاعدام لاتزال سارية في ليبيا، يؤكد المسؤولون في العاصمة الليبية طرابلس أن أياً من التهم الموجهة إليه لا ترقى لمعاقبته بحكم الاعدام، كما ان التغيير المتوقع في القانون قد يعاقبه بالسجن مدى الحياة كأقصى عقوبة محتملة.

ويقول أحد المسؤولين الليبيين إن الحكومة الليبية ستدرج ضمن قانونها المدني المتوقع جرائم الحرب كما تعرفها المحكمة الجنائية الدولية، ويضيف أنه عندما يتم اعتماد هذا التعديل القانوني «فإن ذلك يعني أن سيف الإسلام سيعاقب على جرائم دولية تقع تحت مواد الجرائم ضد الانسانية والتي تصل عقوبتها القصوى إلى السجن مدى الحياة بدلاً من الجرائم المحلية التي تصل عقوبتها القصوى الى الحكم بالإعدام».

وفي سجنه بمدينة الزنتان يتمتع سيف الإسلام البالغ من العمر 39 عاماً بالعديد من الامتيازات، والتي لم تكن تتوافر لأي سجين ليبي آخر. ووفقاً للزعيم الذي اعتقله في نوفمبر الماضي فإن زنزانته التي يصل اتساعها الى 20 متراً مربعاً مزودة بحمام داخلي ومياه ساخنة وباردة وملحق بها ساحة خاصة بحيث يمكن لسيف ممارسة رياضة المشي إن أراد ذلك، وينام على فرش تقليدية بدلاً من السرير. وهناك طاقم من الطباخين يلبي طلباته من الطعام ويعبئ ثلاجته الصغيرة بحليب النوق الطازج، ويزوده أيضاً بتمور «دقلة» المشهورة، ويتناول سيف هذه التمور على الافطار مع «طبق البسيسة» الليبي الشهير المصنوع من الحمص والعدس الاخضر والشعير المجفف، والسكر والزيت والذي يشكل مادة سميكة توفر طاقة كبيرة للجسم. ويرفض سيف عبوات المياه ويفضل العصائر الطازجة التي يصنعها بنفسه بالخلاط، ويتم تقديم بعض الاطباق الليبية بناء على طلبه في بعض الاحيان. كما تم تزويد زنزانته بجهاز تلفزيون مقاس 20 بوصة يستطيع من خلاله التواصل مع العالم على مدار الساعة، ووفرت له الحكومة أيضاً أدوات رسم استطاع بواسطتها رسم لوحة لشيء مجهول إلا انها رفضت طلبه لمكاتبة عائلته.

ويسهر على تأمين سلامته مسؤولو الزنتان الذين تعهدوا بأن يوفروا له الحماية الى ان يمثل أمام المحكمة، ولهذا السبب تم تشكيل لجنة لمتابعة وضعه المعيشي وتقوم بتزويده بالكتب الدينية.

ولا يرتدي سيف ملابس السجن ويحتفظ بأدوات حلاقته. ويقول الزعيم المحلي، شيخ العجمي العطر، والذي رفض تسليم سيف الى طرابلس «إنه سجين خاص ولهذا السبب يعامل بهذا الشكل».

ويتذكر العطر ان سيف طلب قتله في الحال عندما تم اعتقاله في كمين في جنوب ليبيا، ويضيف العطر «لم أستطع ان اميزه في بادئ الامر»، وانما الحارس هو الذي استطاع ان يميزه، وعندما أخذه العطر بسيارته بعيداً تساءل سيف عن هوية من اعتقله، يقول العطر «نظرت اليه وقلت له نحن من تسميهم بالجرذان، نحن من الزنتان نحن من ليبيا عزيزي سيف»، ويقول العطر ان سيف طلب منه إطلاق النار عليه، ورد عليه بأن الاسلام يحرم قتل السجين بدم بارد ولكنه تعهد لسيف بناء على طلبه بأن يسلمه لسلطات الزنتان بدلاً من تسليمه للثوار في طرابلس. يقول المسؤول الليبي، احمد الجهني، والذي ينسق بين الزنتان وطرابلس والمحكمة الجنائية الدولية في هذا الخصوص، إن التحقيق الليبي يركز اساساً على الجانب المالي، ويبرر ذلك بأنه ينبغي كشف حجم الاموال والجهة التي انتهت إليها قبل ان يتأخر الوقت.

من الجانب الآخر، تريد المحكمة الجنائية الدولية مثول سيف امامها لاتهامه بجرائم ضد الانسانية، وهو الخيار الذي كان يفضله سيف، ففي شريط تم إطلاقه الاسبوع الماضي ظهر سيف وهو يأمر بإعدام خصوم والده في أحد القواعد العسكرية.

وعينت السلطات الليبية ثلاثة محامين دوليين من بينهم محاميا مؤسسة «ماتريكس» اللندنية، فليبي ساندس وميشيل بتلر من اجل المجادلة بأن سيف ينبغي محاكمته في ليبيا.

 

تويتر