حسام تمام: متخوف من تسيّد المنهج الإقصائي إذا حكموا

اتهامات لــ «إخوان» مصر بالهيــــــمنة وهدم التحالف الديمقراطي

الانتخابات المصرية محك لنجاح الثورة المصرية. إي.بي.إيه

قبيل إغلاق باب الترشيح للانتخابات البرلمانية المصرية المقررة في 28 من نوفمبر المقبل، ضربت الانقسامات التحالفات الانتخابية، وهدد الصراع على رؤوس القوائم بانتهاء التحالفات والتكتلات الحزبية، التي قررت خوض الانتخابات البرلمانية موحدة. وكشف رئيس الحزب الناصري محمد أبوالعلا، عن هيمنة حزب الإخوان «الحرية والعدالة» على مقدمة قوائم التحالف وترك مؤخرة القوائم لبقية الاحزاب، وأوضح أبوالعلا، لـ«الإمارات اليوم»، أن التحالف الديمقراطي اتفق على تقسيم القوائم الى مقدمة ووسط ومؤخرة وقد فوجئنا بأن حزب الحرية والعدالة يحتل جميع مقاعد المقدمة وأكثر من نصف قوائم الوسط، وقال ان جماعة الاخوان تريد ان تحتل الأغلبية داخل البرلمان على أكتاف الاحزاب المصرية، وشدد على انسحاب حزبه من التحالف والنزول بقائمة مستقلة إذا ما قرر خوض الانتخابات.

وانسحبت أحزاب الوفد والناصري والعمل والأصالة السلفي، وحزب البناء الذراع السياسية للجماعة الاسلامية، من التحالف الديمقراطي الذي يضم 30 حزباً احتجاجاً على طريقة الحرية في توزيع المرشحين على قوائم التحالف.

وقال عضو حزب الوفد سيد حمدي، ان حزب الحرية، وضع خطة لتفتيت الاحزاب المشتركة معه في التحالف، مشيراً لـ«الإمارات اليوم»، الى انسحاب عدد كبير من قيادات الوفد من الحزب بعد وضعهم في أماكن متأخرة بالقوائم، وقال ان نواب الوفد السابقين في البرلمان مثل مصطفى الجندي وعلاء عبدالمنعم ومصطفى شردي، أصر الحرية على وضعهم في أماكن متأخرة، وهو ما أدى الى انسحاب الجندي وعبدالمنعم من الحزب ورفض شردي الترشح، وشدد على ان الوفد برؤيته العلمانية والليبرالية لا يمكن أن يتفق مع حزب ذي رؤية إقصائية، لذلك انسحب من التحالف.

الفلول تدمّر «الكتلة المصرية»

كان التحالف الثاني الذي ضم الأحزاب الليبرالية واليسارية، وهو تحالف الكتلة المصرية، قد شهد بدوره تصدعاً بانسحاب حزبي التحالف االشعبي اليساري ومصر الحرية منه، وقال زعيم التحالف الشعبي عبدالغفار شكر، إن الانسحاب جاء عقب ترشيح التحالف لفلول من الوطني على قوائمه، وهو ما برر به زعيم مصر الحرية عمرو حمزاوي انسحاب حزبه ايضاً. وكان حزب «المصريين الأحرار» قد قام بوضع اثنين من فلول الحزب الوطني المنحل على قوائمه التي أعدها للترشح لمجلس الشعب، هما: سامر التلاوي، نائب دائرة مركز شبين في انتخابات 2010 على مقعد العمال بالحزب الوطني المنحل، وسامي فتوح الامين السابق للحزب الوطني المنحل بقويسنا بمحافظة المنوفية.

وكشفت مصادر داخل الحزب الناصري أن حزب الحرية رفض وضع زعيم الحزب الناصري ونقيب المحامين السابق سامح عاشور، على رأس قائمة التحالف بمحافظة سوهاج في صعيد مصر وطالبه بالترشح للمقعد الفردي وهو ما فجر الخلاف وأدى الى انسحاب الحزب.

ولم يعترض ممثلو الاحزاب الناصرية والليبرالية فقط على محاولة حزب الاخوان، الهيمنة على قوائم اكبر تحالف انتخابي في البلاد، ولكن الاحزاب السلفية رفضته ايضاً، فقد رفض حزب النور دخول التحالف، وانسحب حزب الاصالة، وقال القيادي بالحزب ممدوح اسماعيل، ان حزبه انسحب ويقوم يالتنسيق مع الأحزاب الاسلامية الاخرى، وأوضح لـ«الإمارات اليوم» أن مشكلة ترتيب القوائم هي السبب الرئيس في انسحاب حزبه وأنهم قادرون على المنافسة بعدد كبير على مقاعد البرلمان.

وكان حزب الجماعة الاسلامية «البناء والتنمية»، انسحب من التحالف بعد تنزيل مرشحيـه من 200 مقعد الى 20 مقعداً فقط.

وقال القيادي بحزب الحرية والعدالة احمد أبوبركة، ان حزبه غير مسؤول عن انسحاب الأحزاب، وإنه مثل كل أحزاب التحالف خضع لعملية التنسيق والترتيب، واوضح لـ«الإمارات اليوم» أن التحالف اتفق على تشكيل لجنة تنسيقية يترأسها الدكتور وحيد عبدالمجيد، وهي التي تقوم بترتيب القوائم، وفقاً للمعايير التي اتفقنا عليها وهي شعبية المرشح وكفاءته العلمية والأخلاقية وبعده عن فلول الوطني، وعدم مشاركته في افساد الحياة الساسية. وأضاف ان تشكيل هذه اللجنة يضم عضواً من كل حزب ويترأسها دكتور مشهود له بالنزاهة والكفاءة ومستقل عن الأحزاب هو الدكتور وحيد عبدالمجيد.

واعتبر الباحث الإسلامي حسام تمام، أن حزب الاخوان أضاع فرصة بناء تشكيل وطني قادر على إنقاذ البلاد في الفترة المقبلة، وقال لـ«الإمارات اليوم» إن الصراع على المكاسب الضيقة يكشف عن أزمة الحياة السياسية والحزبية، بالبلاد ويضع كثيراً من علامات الاستفهام حول مستقبلها إذا ما هيمن الإخوان على الحكم، مشيراً إلى تخوفه من تسييد المنهج الإقصائي للتيارات السياسية بعد وصول «الإخوان» للحكم.

تويتر