« تايمز »: واشنطن وإسلام آباد تتبادلان لعبة العباءة والخنجر

 

الأسبوع الماضي وقف رئيس الأركان الباكستاني، اشفق برويز كياني، محيياً طوابير الاستعراض العسكري في اعلى اكاديمية عسكرية في البلاد، ليلقي خطابه امام الطلبة العسكريين، حيث ذكر في خطابه انه بفضل تضحيات الجنود الباكستانيين فقد «تم قصم ظهر الإرهاب» في البلاد. كان كياني يلقي خطابه ذاك وعلى بعد مئات قليلة من الأمتار منه يعيش زعيم «القاعدة»، اسامة بن لادن، في هدوء داخل منزله الحصين، يولم على الشياه المشوية، ذلك الرجل الذي جر باكستان الى حرب ضد ما يسمى بالإرهاب استمرت 10 سنوات وما زالت تستعر. فهل كان قادة باكستان على غير علم بأن بن لادن يعيش في قلب هذه المدينة العسكرية الواقعة على مسافة قصيرة من اسلام اباد؟ لعبت الاستخبارات الباكستانية دور القابلة خلال مولد حركة طالبان، وذلك من اجل حرمان الهند من أي موطئ قدم لها في افغانستان، حتى ان الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف، لم يتعهد بمساعدة اميركا على الانتقام من المتسببين في احداث الحادي عشر من سبتمبر الا بعد ان ابدت الهند استعدادها للتعاون مع الولايات المتحدة في هذا الخصوص، وعلى هذا الأساس بدأت باكستان لعبة مزدوجة مربحة مع واشنطن استمرت حتى اليوم. لم تكن باكستان تعتقد ان القوات الأميركية ستظل في افغانستان حتى اليوم، ولهذا بدأت تعد العدة لإعادة مجد «طالبان» في الوقت الذي تستلم فيه من اميركا مليارات الدولارات على شكل مساعدات عسكرية من اجل محاربة «طالبان». حتى انه في الوقت الذي تزدهر فيه «طالبان» و«القاعدة» على ارضها ظلت اسلام اباد منشغلة بالهند وافغانستان. عام 2008 واجهت وكالة الاستخبارات الاميركية (سي.آي إيه)، زعماء باكستان بأدلة تفيد بأن الاستخبارات الباكستانية قد دبرت تفجيرات السفارة الهندية في العاصمة الافغانية كابول، التي ادت الى مقتل 54 شخصا، واقسم كياني انه سيكشف ما فعله هؤلاء «الأشرار» من عناصر الاستخبارات، ولم يقتنع الأميركيون بهذا الأداء التمثيلي، وبعد عام واحد من ذلك تم تعيين كياني قائداً للاستخبارات الباكستانية. وظل كياني القوة المحركة لإسلام باد، وهذا الأسبوع تكشفت تضارب ردود افعال الزعماء المدنيين حيال مقتل بن لادن، حيث يصر سفير باكستاني على ان العملية كانت مشتركة بين واشنطن واسلام اباد، ويبدى مبعوث باكستاني في دولة اخرى جهله بما جرى. ومع حقيقة ان الجيش الباكستاني لا يتمتع بالحنكة والدراية الكافيتين فمن المحتمل ايضا الا يتساءل أي من الضباط الذين تعج بهم هذه المدينة العسكرية عن هذا المبنى الحصين (منزل بن لادن)، ومن المحتمل ايضا ان تكون الاستخبارات جاهلة كنه هذا المنزل، فهل كان بن لادن يعيش تحت حماية الدولة الباكستانية؟

تويتر