‏‏‏تحتوي على مواد كيماوية تدمّر الأراضي الزراعية وتلوث المياه الجوفية

مياه مجاري 121 مستوطنة تغرق الفلــسطينيين ‏

تحتوي المياه العادمة على مواد كيماوية من مخلفات مصانع المستوطنات. الإمارات اليوم

‏‏لم تقف اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة عند حد مصادرة الأراضي والاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم، بل تعدت ذلك إلى إغراقهم بمياه المستوطنات العادمة، حيث تدهم هذه المياه وبصورة متعمدة أراضي ومنازل سكان المناطق المحاذية للمستوطنات، كما أن المدارس لم تسلم من هذا الأذى.

ولا تقتصر المياه العادمة التي تنساب إلى الفلسطينيين على مخلفات الاستخدام المنزلي للمستوطنات، فالمياه التي تحتوي مواد كيماوية من مخلفات المصانع داخل المستوطنات تدهم مزارع المواطنين، وتلوث مياههم الجوفية.

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/239939.jpg

تلوث المياه الجوفية

ولا تقتصر المياه العادمة التي تدهم المواطنين على مخلفات الاستخدام المنزلي للمستوطنات، فالمياه التي تحتوي مواد كيماوية من مخلفات المصانع داخل المستوطنات والمستوطنات الصناعية تدهم البلدات الفلسطينية، وتتسبب في أضرار كبيرة فيها، وهذا ما أكده مسؤول الشؤون القروية والخبير في شؤون الاستيطان في مدينة نابلس غسان دغلس.

وقال غسان دغلس لـ«الإمارات اليوم» «إن فائض المياه العادمة تنساب في البلدات الفلسطينية محدثا التخريب والضرر، فمعظم هذه المياه من الاستخدام المنزلي في المستوطنة ومخلفات المصانع تحتوي على مواد سامة، وتتدفق إلى الأودية ومصادر المياه الجوفية وتلوثها، وتدهم الأراضي الزراعية وتهلكها».

وتواجه قريتا «عزموط» و«دير الحطب» في مدينة نابلس، بحسب دغلس، معاناة كبيرة من المياه العادمة المنسابة من مستوطنة «ألون موريه»، حيث تدهم هذه المياه الأراضي الزراعية، وتختلط بالمياه الجوفية، حيث يصعب على المواطن الاستفادة منها، كما تنجم عن هذه المياه الروائح الكريهة، وانتشار الحشرات الضارة ومنها القارص الذي ينتشر طوال ساعات الليل.

وبين دغلس أن أغلبية بلدات نابلس والضفة الغربية المحاذية للمستوطنات تواجه ذات المعاناة التي تتعرض لها قريتا عزموط ودير الحطب، فقرية مردا قضاء قلقيلية تنساب إليها مجاري مستوطنة «أرئيل»وتنساب في الشوارع العامة، كما يشكل مكب النفايات التابع للمستوطنات في قرية «قوصين» بنابلس مشكلة للمياه الجوفية وللحياة البيئية للسكان.‏

وكان مركز «بتسيلم» الإسرائيلي للمعلومات وحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، قد أوضح في تقرير صدر عنه عام 2009 أن المستوطنات في الضفة الغربية والبالغ عددها (121) مستوطنة من دون القدس، تنتج ما يقارب (17.5) مليون متر مكعب من المجاري سنوياً.

وتحدث تقرير «بتسيلم» عن وجود (81) مستوطنة مربوطة بمنشآت لتنقية المجاري تعمل بطرق قديمة، بخلاف المنشآت الحديثة التي تعمل داخل إسرائيل، هذا عدا مستوطنات القدس التي تضخ (10.2) ملايين متر أخرى، من هذه المجاري من دون أي معالجة إلى حوض «وادي كدرون» جنوب شرق المدينة.

وتنتج المستوطنات غير المرتبطة بشبكات تنقية المياه العادمة بحسب «بيتسليم»، نحو (5.5) ملايين متر مكعب من المياه العادمة في العام، ولا تتم معالجتها مطلقاً، ويتم التخلص منها على شكل مجار إلى الوديان والجداول في أنحاء الضفة الغربية.

مياه مستوطنة كاملة

تعاني بلدة «عزون عتمة» الواقعة جنوب شرق مدينة قلقيلية، من تدفق مياه مستوطنة كاملة إلى مناطقها وأراضيها الزراعية كلها، بل إن هذه المياه تنساب إلى مدرستها الأساسية.

وقال عزمي صدقي رئيس مجلس قروي عزون عتمة لـ«الإمارات اليوم» عبر الهاتف «تتسبب المستوطنات الثلاث المحيطة بقرية عزون عتمة في تدفق مياه المجاري التي تغرق الأراضي الزراعية والمدارس باستمرار، لاسيما مجاري مستوطنة «شعاري تكفاه» القائمة على أحد جبال القرية، الأمر الذي يتسبب في سيلان جميع مياهها العادمة بشكل كبير في جميع الاتجاهات بالقرية». وأضاف «ان الأراضي الزراعية في الجهة الشرقية الشمالية لمستوطنة «شعاريه تكفاه» تعرضت إلى هلاك وتخريب نتيجة تدفق المياه العادمة إليها بصورة كبيرة، فقد خسرت أنا شخصياً أرضي الزراعية في تلك المنطقة، كما خسرت (25) شجرة زيتون غرست قبل عشرات السنين». وبين صدقي أن مستوطنة «شعاريه تكفاه» تبعد بضعة أمتار عن بلدة عزون عتمة، حيث إن أقرب بيت من بيوت المستوطنة يبعد ما يقارب الـ(50) متراً عن البلدة ومنازل السكان فيها.

مجار داخل مدرسة!

من جهة أخرى، قال جمال أيوب ناظر مدرسة عزون بيت أمين في قرية عزون عتمة «إن مدرسة عزون بيت أمين محاذية تماماً لمستوطنة «شعاريه تكفاه» ويفصل بينهما طريق أمني وأسياج لا تبعد سوى بضعة أمتار عن المدرسة، وتوجد في هذا الطريق غرف لخطوط مياه المستوطنة العادمة».

وأضاف «تنساب المياه العادمة من المستوطنة إلى المدرسة كل شهر وتبقى أكثر من عشرة أيام وفي بعض الأوقات تبقى لمدة تزيد على 12 يوما، وآخر مرة فاضت فيها المياه في المدرسة كانت يوم الخميس الماضي».

وتابع أيوب قوله خلال حديثه لـ«الإمارات اليوم» «تبقى المياه في المدرسة حتى تجف، وفي بعض الأوقات نحاول عمل حفر في حديقة المدرسة حتى نبعد هذه المياه قدر الإمكان، وعلى الرغم توجهنا إلى المنظمات الدولية والحقوقية والارتباط الفلسطيني يرفض الاحتلال إصلاح خطوط المياه التي تصاب بانسداد كل شهر». وتدهم هذه المياه، بحسب أيوب، ساحة المدرسة والفصول الدراسية في الطوابق الأرضية، حيث تنبعث الروائح الكريهة التي تنجم عنها أوبئة صحية، ولا يتمكن الطلبة من التحرك أو ممارسة النشاطات المختلفة، كما تسببت المياه في تخريب جزء كبير من حديقة المدرسة التي بلغت تكلفتها ما يقارب (40) ألف دولار. وأوضح أن فيضان المياه العادمة على المدرسة كبقية قرى الضفة هو مضايقة متعمدة من الاحتلال حتى يترك الفلسطينيون هذه المدرسة المحاذية للمستوطنة. وقال ناظر مدرسة عزون عتمة «على الرغم من بقاء المياه العادمة في المدرسة لمدة تزيد على عشرة أيام، وما ينبعث عنها من روائح كريهة، إلا أننا لا نترك المدرسة، خشية أن يقتحمها المستوطنون في أي لحظة، ونواصل الدوام الدراسي فيها، ونحاول أن نجنب الطلاب الأماكن التي توجد فيها مياه كثيرة وروائح كريهة». وتعد مدرسة عزون عتمة هي المدرسة الأساسية لجميع طلبة البلدة، حيث يدرس فيها الطلبة من الصف الرابع الابتدائي لغاية الصف الثاني الثانوي بفرعيه العلمي والأدبي.‏

تويتر