ساركوزي يدشّن «معسكر السلام» في أبوظبي

دشّن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وسمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، صباح اليوم في ميناء أبوظبي القاعدة العسكرية الدائمة الجديدة للجيش الفرنسي في الإمارات، وهي الأولى لها في منطقة الخليج العربي، وحتى خارج الأرض الفرنسية منذ خروجها من افريقيا.

والقاعدة التي انشئت بطلب من الإمارات، وتحمل إسم "معسكر السلام"، قد ساهمت أيضاً في اعادة انعاش العلاقات العسكرية الفرنسية الإماراتية، إذ سيتم توقيع إتفاقية عسكرية جديدة بين البلدين ستحل مكان الاتفاقية القديمة التي تم التوقيع عليها في 1995.

ووصل ساركوزي أمس إلى ابوظبي، بهدف تدشين القاعدة ودعم الشركات الفرنسية والسعي للحصول على عقود دفاعية كبيرة وفي القطاع النووي. كما يأمل في اغتنام فرصة زيارته للترويج لطائرة رافال المقاتلة الفرنسية التي ينوي سلاح الجو الإماراتي ان يشتري منها 60 وحدة.

واستهل الرئيس الفرنسي، الذي يرافقه أربعة وزراء والعديد من رجال الأعمال الفرنسيين، زيارته بعشاء خاص مع ولي عهد أبوظبي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. ورأى مسؤولون فرنسيون ان القاعدة البحرية في أبوظبي ستوطد العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعزز الجهود لمكافحة القرصنة وحماية التجارة.

من جهته، قال سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ،رئيس الدولة ، في تصريحات تليت في مؤتمر التعاون الأمني البحري، "نحن نتطلع إلى هذا التعاون بوصفه أحد الأعمدة الهامة التي تقوم عليها سياستنا الخارجية ولانه سيساعد على الاستقرار في منطقة الخليج".

وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر أمام المؤتمر ان القاعدة البحرية في أبوظبي تهدف "إلى دعم وتدريب حلفاء فرنسا في هذه المنطقة الهشة". مشيراً "نحو 90% من التجارة الأوروبية تمر بالبحر وعلينا ان ندافع عن حركة المرور والتجارة ونحن مهتمون بالخليج ونريد ان نحقق الاستقرار الضروري في هذه المنطقة" . وصرح مسؤول فرنسي ان "لهذه القاعدة بعداً سياسياً ودبلوماسياً واستراتيجياً ..لكنها ليست موجهة ضد أحد".

يذكر ان القاعدة، التي تفتتح بعد عام ونصف العام فقط من اطلاقها، ستؤوي بين 400 و500 عسكري في ثلاثة مواقع هي قاعدة بحرية في ميناء أبوظبي، وقاعدة جوية ستكون مقراً لثلاث مقاتلات على الأقل، إضافةً إلى معسكر للتدريب على القتال في المدن وفي المناطق الصحراوية.