أميركا تتجسس عبر موسوعة إلكترونية

لانغلي تواصل خيالها التجسسي على العالم. أرشيفية

تشهد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية،«سي آي إيه»، وشقيقاتها من أجهزة الاستخبارات حالياً، ثورة في تكنولوجيا تبادل المعلومات السرية، وتدفقها بين واشنطن ومناطق أخرى كثيرة في العالم. ولهذا الغرض، تم إنشاء موقع «إنتليبيديا»، وهو نسخة سرية من موقع موسوعة و«يكيبيديا».

ويعمل من خلال الموقع جيل جديد من المحللين من أجل اشتراك زملاء لهم من حقبة الحرب الباردة، في عملية تبادل للمعلومات من خلال موقع - ويب 2.0 - الذي تم إطلاقه من مقر الـ«سي آي إيه»في لانغلي في ولاية فرجينيا عام ،2006 وبلغ عدد محتوياته حتى الآن 900 ألف صفحة، تتضمن معلومات قيمة ورائعة عن عالم التجسس وفنونه، وتضم روايات وحكايات لنحو 100 الف زائر، ويتم تحرير ما لا يقل عن 5000 صفحة يومياً، طبقا لما يقوله مسؤولون في الـ«سي آي إيه»، وفي مكتب مدير الأجهزة الوطنيه للاستخبارات.

ويقف وراء فكرة إنشاء «إنتليبيديا» المحلل في «سي آي إيه» دي كالفن أندروس الذي وضع في 2004 ورقة عمل حول ضرورة تكيف أجهزة المخابرات الأميركية مع الأجواء الجديدة بعد انتهاء الحرب الباردة، كما يجادل أندروس الذي يعتبر الأب الروحي لإنتليبيديا بأن الأميركيين أصبحوا في حاجة للتأقلم مع الظروف المتغيرة بسرعة، بعد هجمات « 11 سبتمبر» في ،2001 وما تحمله من تهديدات معقدة.

وكانت إحدى أكبر العقبات تتمثل في إقناع العملاء الذين يسيطر عليهم الهاجس الأمني بأن نظام «إنتليبيديا» آمن ومحصن ضد التخريب أو الاختراق، لأنه مبني على الشبكة الأمنية السرية المعروفة باسم «انتيلنك» التي تربط بين 16 وكالة للاستخبارات في الولايات المتحدة، وبين هذه الأجهزة من جهة والقوات المسلحة ووزارة الخارجية.

وبعد ثلاثة أعوام على إنشائه، يشهد «إنتليبيديا» تطورا وتوسعا ملحوظاً، فهو يعمل في ثلاثة مجالات: غير سري وسري وسري للغاية. وتتجلى قوته في ذروتها في المجال الأخير، حيث يصل عدد الصفحات إلى 8739.37 صفحة، وعدد المستخدمين إلى ،57.248 ويديره متطوعون، ويتابع مشرفون ورعاة الصفحات الفردية كل في منطقة اختصاصه. وكما الحال في موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية العالمية، فإن «إنتليبيديا» لا تقل عنها سرعة في التعامل مع المستجدات. وعلى سبيل المثال، فإن صفحة خاصة بتفجيرات مومباي في الهند التي وقعت في نوفمبر الماضي كانت جاهزة أمام الزوار خلال دقائق.

وفي سبتمبر الماضي، تم وبموافقة رئيس الجهاز الوطني للاستتخبارات الأميركية إطلاق موقع (إيه - سبيس) الاجتماعي المزود بخدمات الفيديو والصور للعاملين في مجالات الأمن والمعلومات الاستخبارية، والذين اشتكى معظمهم من صعوبة الانطلاق بعد الدخول، ثم تم تجميد خدمات الموقع مؤقتاً، حتى تتم معالجة مشكلات تتصل بإساءة استخدام بعض الزوار لبعض المعلومات، وتنظيم عمليات تبادل الرسائل الإلكترونية «الإيميل»، وزيادة سرعة الإرسال والاستلام.

عن مجلة «تايم»

تويتر