باراك يتوعّد بتوسيع العدوان «لتغيير قواعد اللعبة»

والدة الطفلة جواهر التي استشهدت مع شقيقاتها الأربع، تبكيها فـي مخيم جباليا. غيتي

توعّد وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك  بتوسيع العدوان على قطاع غزة لتسديد ضربة لحركة المقاومة الاسلامية «حماس» حتى تتغير قواعد اللعبة بحسب تعبيره. فيما واصل الاحتلال مذبحته المستمرة في القطاع لليوم الثالث على التوالي وقصف المساجد والجامعات الى جانب المقرات الأمنية لـ«حماس»، ليرتفع عدد الشهداء الى 345، مع سقوط نحو 45 شهيداً بينهم ثمانية أطفال، بينما تلوح عملية برية في الأفق بعدما اعلن الاحتلال الشريط الحدودي مع قطاع غزة «منطقة عسكرية مغلقة».
وتفصيلاً، أعلن باراك في الكنيست  أمس، ان اسرائيل تخوض حرباً «بلا هوادة» ضد حركة «حماس» في غزة.

وزعم أنه لا يكنّ العداء لسكان غزة «لكننا نخوض حرباً بلا هوادة ضد حماس وحلفائها». من ناحية أخرى، قال باراك خلال جولة تفقدية في قاعدة حاتسور الجوية «ان الحملة العسكرية الجارية في غزة في منتهى الجدية بالنسبة لإسرائيل وسكان الجنوب». وأعلن انه سيتم توسيع رقعة العملية ومدتها كلما تقتضي الأمور.

على الصعيد الميداني، شن الطيران الحربي الاسرائيلي أمس، غارات متواصلة على اهداف متفرقة في قطاع غزة اوقعت  نحو 45 شهيداً.

وقال مدير الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية معاوية حسنين، ان عدد الشهداء وصل إلى 345 في العدوان المستمر على غزة، وعدد الجرحى إلى 1600، لا يجد كثيرون منهم مكاناً خالياً في المشافي.

فيما قال ان اكثر من 40% من الشهداء هم من الأطفال، ومعظمهم مدنيون، ولم يستثن الاحتلال مسجداً أو بيتاً أو سيارة حتى قصفها بنيرانه.

واغار الطيران بالصواريخ على مقر وزارة الداخلية، التابع للحكومة المقالة في تل الهوى، فيما دمر منزل القيادي في كتائب عز الدين القسام رائد العطار، ما اسفر عن استشهاد طفلين واصابة سبعة اخرين بجراح، كما طال القصف مستودعاً للأدوية ومبنى بلدية رفح. ودمر الطيران الحربي مسجداً في جباليا أوقع سبعة شهداء على الاقل، جرى انتشالهم من تحت الانقاض، كما استشهدت خمس اخوات من عائلة بعلوشة تراوح اعمارهن بين اربع سنوات و17 عاماً، إثر قصف الطائرات الحربية لمنزل عائلتهن في المخيم قرب المسجد. وأطلقت طائرات الاحتلال الاسرائيلي  صواريخ عدة تجاه مقر الطالبات في الجامعة الإسلامية في منطقة تل الهوى، جنوب مدينة غزة.

وكان الطيران الحربي شن غارات على منطقة الأنفاق في رفح، ما يعرف بمحور فيلادلفيا «بوابة صلاح الدين»، على الحدود الفلسطينية المصرية في رفح، اسفر عن استشهاد مواطنين واصابة 22 اخرين بجراح في الوقت الذي فر فيه العشرات من المواطنين الفلسطينيين الى الجانب المصري عبر الجدار الإسمنتي.

كما استشهد قيادي وثلاثة ناشطين من «سرايا القدس» وطفل أحد الشهداء في غارة اسرائيلية على مجموعة من فلسطينيين في عبسان الكبيرة شرق خانيونس.

واستهدف القصف المجموعة التي كانت توجد بالقرب من مسجد خليل الرحمن، ما أدى إلى استشهاد زياد العبد أبوطير (36 عاماً) وشقيقه ياسر أبوطير، ونجل ياسر الطفل مهند (ثماني سنوات)، ومحمد جلال أبوطير، ومحمد الفرا، وجميعهم من سرايا القدس.

واستشهد مقاوم من كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة «فتح»، كما استشهد فلسطينيان خلال قصف لمنطقتي تل الزعتر وعزبة عبدربه شمال قطاع غزة.

كما استهدفت الطائرات موقع تدريب تابعاً لكتائب القسام في معسكر البريج وسط قطاع غزة ودمرته بالكامل من دون وقوع اصابات، وقصفت منزلاً مهجوراً في حي الرمال وسط مدينة غزة بالقرب من وزارة الثقافة في الحكومة المقالة وبرج الشروق، وهي منطقة مأهولة بالسكان. واستشهد 12 فلسطينيا في غارتين جويتين، استهدفت  الاولى منزل ماهر زقوت، القيادي في كتائب القسام  الجناح العسكري لحركة «حماس»، المكون من خمسة طوابق، وأسفر دماره بشكل كامل عن استشهاد سبعة من أفراد العائلة وإصابة 10 آخرين. وفي السياق نفسه، قالت مصادر طبية إن خمسة فلسطينيين قتلوا اثر قصف سيارة مدنية في بيت لاهيا أيضا. 

  وكانت الزوارق الحربية الاسرائيلية قصفت مقر المنتدى «الرئاسة» غرب مدينة غزة بالصواريخ، وسقط ثلاثة شهداء على الاقل.

  واشار المركز الفلسطيني لحقوق الانسان الى سقوط 20 طفلاً وتسع نساء. لكن  الناطق باسم منظمة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «اونروا» كريستوفر غينيس قال ان بين الشهداء 51 مدنياً على الاقل. من جهته أعلن الاحتلال الشريط الحدودي مع قطاع غزة منطقة عسكرية مغلقة. وقال متحدث عسكري ان المدنيين منعوا من السير على الطرقات في هذه المنطقة من دون اذن خاص من الجيش، وحصر دخول المنطقة في سكان البلدات الاسرائيلية الواقعة فيها. وغالبا ما يشكل هذا النوع من الاجراءات مؤشراً إلى شن عمليات برية. وحشدت اسرائيل في الساعات الـ24 الأخيرة قوات ومدرعات عند مشارف القطاع.

   استيقظ على استشهاد بناته الخمس  

 زهير دوله ــ غزة 

  لم يسلم أي شيء في قطاع غزة من صواريخ إسرائيل في حربها غير المتكافئة والمفتوحة على القطاع، التي تدَّعي أنها تستهدف البنية التحتية لحركة المقاومة الاسلامية «حماس»، فقد طالت الغارات الجوية التي تنفذها الطائرات الحربية المساجد والعائلات داخل منازلها، حيث دمرت خمسة مساجد منذ بدء مجزرة غزة، وفتكت بخمسة أطفال أشقاء كانوا نائمين داخل منزله.

وأغارت الطائرات الحربية على مسجد عماد عقل في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، ليدمر المسجد بشكل كامل، وتطال الشظايا منزل عائلة أبومحمد بعلوشة المحاذي للمسجد، المكون من طابقين، حيث أصبح كومة من ركام تساقط على من فيه. وقد فتكت الصواريخ بأرواح خمس من بنات عائلة بعلوشة، بينما أصيبت الزوجة وأطفاله الثلاثة، أصغرهم محمد (ثلاثة أشهر) بجروح حرجة، والوالد أصابته جروح في رأسه ويديه. وقال الوالد المكلوم أبومحمد بعلوشة لـ«الإمارات اليوم» «كنت نائماً أنا وزوجتي وأبنائي على ضوء الشموع، بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة التي أسكن فيها، واستيقظت على صوت رهيب، وركام يتساقط فوق رأسي أنا وزوجتي وابني الأصغر محمد، وأنقاض دُفن تحتها جميع بناتي الثماني، وقد حاولت الوقوف من دون أن أهتم بما أصابني من جروح، وأخرجت زوجتي وابني بصعوبة من تحت الركام».وأضاف «لكن الصدمة الأكبر عندما رأيت بناتي تحت أنقاض المنزل وأنا غير قادر على إخراجهن، وقد حضر المواطنون ورجال الإسعاف والدفاع المدني، ليخرجوا خمساً من بناتي شهيدات، واثنتين مصابتين بجروح خطرة نتيجة تساقط أنقاض المنزل على رؤوسهن وهم نائمات.  ونفى الوالد، الذي كان يتحدث بصعوبة نتيجة الصدمة التي تعرض لها، وجود أسلحة أو صواريخ في المسجد الذي تم تدميره. وذكر أن أسماء بناته اللواتي استشهدن: تحرير (18 عاماً)، وإكرام (14 عاماً)، وسمر (13 عاماً)، ودينا (سبعة أعوام)، وأصغرهن آية (ستة أعوام).

مقتل عامل عربي بصاروخ في عسقلان

 قتل عامل  من فلسطينيي الـ48 أمس، وجرح 17 شخصاً اخرون بينهم خمسة اصاباتهم خطيرة في سقوط صاروخ «غراد» اطلق من قطاع غزة على ورشة للبناء في عسقلان جنوب اسرائيل.  وقال سكان في المنطقة ان العامل العربي يدعى هاني المهدي (27 عاماً)  من قرية عرعرة البدوية في النقب.

وافادت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان عمالاً عرباً كانوا يعملون فيالورشة، من دون اضافة اي توضيحات اخرى. والمهدي ثاني قتيل اسرائيلي منذ ان شنت اسرائيل السبت الماضي عدوانها الدموي على قطاع غزة، الذي بررته بالسعي لوقف عمليات اطلاق الصواريخ من القطاع. وتبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية «حماس»، في بيان قصف مدينة المجدل المحتلة بأربعة صواريخ «غراد».  القدس المحتلة ــ أ.ف.ب 

«أوكسفام» تعلّق عملها في غزة 

 أعلنت منظمة أوكسفام، وهي ائتلاف دولي من 13 منظمة، أمس، عن تعليق عملها الإنساني في قطاع غزة مؤقتاً بسبب  العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع. وحذرت المنظمة في بيان  من كارثة إنسانية تهدد مواطني القطاع في حال عدم توقف إسرائيل عن قصف القطاع والسماح فوراً بدخول شحنات المساعدات الإنسانية. وقالت إن الغارات الإسرائيلية أدت إلى تدمير واسع للبنية التحتية المدنية في القطاع فضلاً عن انقطاع الماء والكهرباء عن مناطق واسعة في غزة. ونقل البيان عن مدير برامج أوكسفام بريطانيا في القدس جون بريدو برون، إن عشرات الآلاف من مواطنى غزة يعتمدون على مساعدات «أوكسفام» والمؤسسات الدولية الأخرى لتوفير الاحتياجات الأساسية كالماء النظيف والطعام والصرف الصحي. وقال إن غزة معزولة عن العالم الخارجي منذ 19 شهراً وسكانها على حافة الهاوية. وأضاف أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتنحى جانباً ويترك القادة الإسرائيليين يمارسون عنفاً واسعاً وغير متناسب ضد المدنيين في غزة وهو انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني.   غزة ــ د.ب.أ 


 «هآرتس» :«حماس» تهدد باغتيال ليفني وباراك    

 هددت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» باغتيال كبار المسؤولين الاسرائيليين، وخصوصاً وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الحرب إيهود باراك، رداً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. وذكرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية أن المسؤول البارز في «حماس» فتحي حماد هدد بأن الحركة ستتعقب أيضا كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وكذلك «من تآمر ضدنا من العالم العربي».    تل أبيب ــ د.ب.أ 

 

تويتر