«طيران قطر» يفصح عن دعم مالي سرّي لتعويض خسائره

رئيس المنظمة الصهيونية في أميركا يقرّ بزيارة سرية للقاء تميم

مورتون كلاين: الخيار القطري للانخراط مع صهيونيي اليمين والوسط كان ملحوظاً. أرشيفية

أقرَّ رئيس المنظمة الصهيونية في الولايات المتحدة، مورتون كلاين، بزيارة سرية إلى قطر، «بناء على دعوات لحوحة» تلقاها من أميرها، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. في حين خضعت شركة الخطوط الجوية القطرية، المملوكة للحكومة، لشروط أميركية، ووافقت على الإفصاح عن بيانات مالية تفصيلية، حول تلقيها دعماً غير قانوني من حكومتها لتعويض خسائرها، في خرق لقوانين «السماوات المفتوحة».

 قادة اليهود الذين زاروا قطر يتميزون بقربهم من نتنياهو وإدارة ترامب، ودعمهم لبناء المستوطنات الإسرائيلية.

وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، إن رئيس المنظمة الصهيونية في الولايات المتحدة، أقرّ بزيارة سرية إلى قطر.

ووفق ما نشرته الصحيفة فإن كلاين أراد الإبقاء على سرية الزيارة، إلا أن مصادر سربت للصحيفة نبأها، وواجهته الأولى بالمعلومات الخاصة بها، فأقرّ بإتمام الزيارة.

وقال كلاين، المعروف بقربه من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للصحيفة: «لقد وجهوا لي دعوات متتالية في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وديسمبر».

وبرر أسباب قبوله الدعوة في نهاية الأمر بقوله: «في البداية رفضت، بسبب دعمها لحماس، ومعاداة السامية التي تبث على قناة الجزيرة، لكن مع مرور الوقت رأيت أن المزيد والمزيد من القادة اليهود كانوا يذهبون إلى هناك، وأدركت أنه في هذه المرحلة، لن يكونوا قادرين على استخدامي للدعاية، لأن الجميع يذهب إلى هناك بالفعل».

وكان كلاين يشير إلى زيارة قادة يهود في الولايات المتحدة، خلال الأشهر الماضية، للقاء أمير قطر، ومنهم آلان ديرشويتز، ومايك هوكابي، ومالكولم هونلين، وجاك روزين، والحاخام مناحيم غيناك، ومارتن أولينر.

كما ذكر كلاين سبباً آخر لقبوله الزيارة، وهو أن «الخيار القطري للانخراط مع صهيونيي اليمين والوسط كان ملحوظاً، فهم لم يدعوا أشخاصاً من (جيه ستريت)، أو (الأميركيون من أجل السلام)، أو (السلام الآن)، أو (حركة الإصلاح)، وهذا مثير للاهتمام».

وتلك المنظمات تعلن معارضتها لممارسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وتدعو إلى قيام دولة فلسطينية.

ومثل معظم القادة اليهود الآخرين المدعوين إلى قطر، دفعت قطر كلفة رحلة كلاين.

وتحدث كلاين عن بعض تفاصيل الزيارة، ومحتوى محادثاته مع المسؤولين القطريين، قائلاً: «ذهبت إلى هناك ومعي تقرير من 50 صفحة أعده قسم البحوث لدينا بشأن المشكلات المتعلقة بقطر، في ما يخص علاقاتها مع حماس وقناة الجزيرة، والكتب المعادية للسامية في معرض الدوحة الدولي للكتاب».

وأضاف «جلست مع الأمير لمدة ساعتين تقريباً، وقلت إنه من الجيد الحصول على تأكيدات شفهية للتغيير، ونفى المسؤولون القطريون دعم حماس، وقالوا إن عملهم في غزة تم بالتنسيق مع إسرائيل». كما أشار إلى أن أمير قطر طلب منه وجهة نظره في ما يتوجب عليه فعله.

وزار عدد من القادة اليهود الأميركيين الدوحة، بعد وعد أمير قطر لعدد منهم بالمساعدة في الإفراج عن جنود إسرائيليين تحتجزهم حركة «حماس» في قطاع غزة منذ حرب 2014، وتأمل استبدالهم بمعتقلين فلسطينيين أمضوا سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية.

كما استخدمت الدوحة مكاتب علاقات عامة يهودية بالولايات المتحدة، في مسعى للتقرب من المجتمع اليهودي الأميركي، كطريق للتأثير في الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، لتحسين صورتها التي تدهورت بفعل دعمها للحركات الإرهابية في سورية والعراق وإفريقيا وغيرها.

ووفق «هآرتس» فإن ما يجمع قادة اليهود الذين زاروا قطر هو قربهم من نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ودعمهم لبناء المستوطنات الإسرائيلية.

من ناحية أخرى، خضعت شركة الخطوط الجوية القطرية المملوكة للحكومة لشروط أميركية، ووافقت على الإفصاح عن بيانات مالية تفصيلية، حول تلقيها دعماً غير قانوني من حكومتها.

وقال وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، إن قطر والولايات المتحدة فتحتا «حواراً استراتيجياً» لتهدئة مخاوف الناقلات الأميركية من دعم حكومي غير عادل، وهو ما يلحق ضرراً بالقدرة التنافسية للشركات الأميركية.

وأكد في مؤتمر صحافي بواشنطن مع مسؤولين قطريين أن «النتائج التي توصلنا إليها ستضمن بيئة لفرص متكافئة في سوق الطيران العالمية».

ومن المتوقع أن تبدأ الخطوط القطرية نشر بياناتها المالية السنوية المدققة من طرف خارجي، ومن المنتظر أن تنشر أول البيانات على مدى العام المقبل.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن من المتوقع أيضاً أن تفصح الناقلة القطرية في غضون عامين عن المعاملات الجديدة الكبيرة مع كيانات أخرى مملوكة للدولة.

وقالت شركات الطيران الأميركية الكبرى، «أميركان إيرلاينز جروب» و«دلتا إيرلاينز» و«يونايتد كونتننتال هولدنغز»، إن هذه الخطوة انتصار لصناعة الطيران المحلية، في أعقاب سنوات من الضغط على الحكومة الاتحادية لاتخاذ موقف أكثر تشدداً تجاه الناقلات القطرية بسبب دعم حكومي غير قانوني.

تويتر